السبت 2017/08/05

حماة…عقيربات تبتلع جيش الأسد

بدأت مليشيات الأسد حملة بريف حماة الشرقي بتاريخ 31/05/2017 بهدف السيطرة على بلدة عقيربات الاستراتيجية وريف السلمية الشرقي، وسبق الهجوم قصف عنيف من قبل الاحتلال الروسي حتى بأسلحة محرمة دوليا لتمهيد الطريق أمام مليشيات الأسد، وكان السبب الرئيسي لحملة الأسد على هذا المحور الإشغالي، هو الهجوم المباغت لتنظيم الدولة على قرية عقارب الصافي بتاريخ 18/05/2017 والذي قتل خلاله 48 من مليشيات الأسد.

بدأ الروس بحملة قصف جنونية على عقيربات جعلت عقيربات وماحولها منطقة منكوبة بالكامل، لتمهيد تقدم الفرقة الخامسة، ونجحت في التقدم قبل أن تقع في كمائن محكمة كان أشهرها كمين منتصف الشهر السادس، وتمكن تنظيم الدولة على إثرها من قتل عدد كبير من مليشيات الأسد. ولم تستطع المليشيات من خلال مليشيات الدفاع الوطني وبعض الالوية من الفرقة الخامسة تحقيق أي تقدم ناهيك عن ضعف قدرتها في صد أي هجوم من التنظيم فقامت مليشيات الأسد بإرسال تعزيزات إضافية من الفرقة الخامسة بتاريخ 29/06/2017.

اتخذت القيادة العسكرية لمليشيات الأسد بعذ ذلك قرارا بجلب صقور الصحراء من اللاذقية إلى جبهة السلمية، والتي وصلت بالفعل أول الشهر السابع، وبعد وصولها شنت هجوما بتاريخ 3/7/2017 ما أدى لمقتل 7 مقاتلين منها في نفس اليوم. تبعه سقوط العشرات خلال أيام قليلة من الصقور.

ضرب طيران الأسد بالخطأ نقطة لمليشيات الأسد في 10/07/2017 قرب تلتول، قتل وجرح خلالها 23 من مليشيات الأسد، ويعتقد أن صقور الصحراء هم من قام بإعطاء الإحداثيات. تبع ذلك قيام صقور الصحراء بضرب رتل نفطي لوزارة النفط وبتشليح العديد من السيارات قرب المفكر، فاتخذ قرار بإعادة سحبها إلى اللاذقية منتصف الشهر السابع، تمهيدا لتفكيكها، مع أنباء عن أعداد قتلى تجاوز الـ 200 خلال مدة مشاركتها في معارك السلمية.

تم إرسال تعزيزات من لواء فاطميون للمشاركة على محور الشيخ هلال، وقتل يوم وصولهم 3 مقاتلين أفغان وهم محمد إبراهيمي، حسين إبراهيمي وكاظم خاوري. ولم يستطع هذا المحور تحقيق أي تقدم.

في 18/07/2017، مازالت مليشيات الأسد تبعد عن عقيربات 16 كم، وتم في هذا اليوم جلب مايسمى “صيادو داعش” وهي مليشيا سورية-روسية، ولواء القدس وقوات الجليل وجبهة التحرير من جبهة تدمر إلى جبهة ريف السلمية. مجموع من تم توثيق مقتله في حملة الأسد خلال هذه الفترة تجاوز الـ 200 قتيل، نصفهم من السلمية وماحولها. ويبدو أن الأعداد أكبر بكثير، حيث يتداول جنود الأسد أخبارا مفادها أن عدد القتلى تجاوز الألف على هذه الجبهة، مما حذى بالفرقة الخامسة طلب سحبها إلى جبهة أخرى.

قررت مليشيات الأسد ، بناء على اجتماع مع الضباط الروس، فتح محور جديد وهو الدكيلة الشمالية شرق الصبورة لكن لم تستطع تحقيق نتائج هناك، تبع ذلك محاولة لواء القدس بالإضافة للمليشيات الفلسطينية استعادة نقاط النزاريات بين المفكر وعقارب يوم أمس، لكن يبدو أن هجومهم فشل أيضا بعد مقتل 25 مقاتل، 12 منهم من لواء القدس.

يبدو أن تنظيم الدولة استطاع بناء خطوط دفاعية ممتازة في منطقة عقيربات، ونجحت قواته في تلك المنطقة لأبعد الحدود في تسخير تكتيكات الكمائن وعمليات الكر والفر لاستنزاف مليشيات الأسد.