تشير دراسة جديدة إلى أن التوقف عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول بسبب آلام في العضلات أو في المعدة، يمكن أن يمثل خطرا على المدى الطويل.وتوصل باحثون إلى أن المرضى الذين يتوقفون عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول بسبب أعراض جانبية، تزيد لديهم على الأرجح نسبة الوفاة أو الإصابة بأزمة قلبية أو التعرض لجلطة على مدار السنوات الأربع التالية، مقارنة مع المنتظمين في تناول هذه العقاقير.وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن مثل هذه العقاقير تعمل على تثبيط قدرة الكبد على إنتاج الكوليسترول، كما تساعده أيضا في التخلص من الدهون الموجودة في الدم. ويصف الأطباء في أنحاء العالم هذه العقاقير لمرضى القلب.وكتب الطبيب ألكسندر تورشين من مستشفى بريغهام آند ويمنز وزملاؤه في دورية "حوليات الطب الباطني"، أنه رغم الأدلة الهائلة على أهمية العقاقير المخفضة للكوليسترول فإن ما بين ربع المرضى ونصفهم يتوقفون عن تناولها في غضون ما بين ستة أشهر وعام.وحلل الباحثون بيانات جمعوها من مستشفيين في بوسطن في الفترة من عام 2000 حتى عام 2011، وخلال هذه الفترة جرى علاج أكثر من مئتي ألف بالغ بالعقاقير المخفضة للكوليسترول، وأبلغ نحو 45 ألفا عن أعراض جانبية يعتقدون أنها ربما ترتبط بالعقاقير خاصة آلام العضلات والمعدة.ومن بين الـ45 ألف حالة، ركز الباحثون على 28 ألفا و266 شخصا، استمر معظمهم (19 ألفا و989شخصا) في تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، مع استمرار نحو نصف الحالات في تناول الدواء نفسه.وبعد نحو أربع سنوات من الإبلاغ عن الأعراض الجانبية، توفي 3677 مريضا أو أصيبوا بأزمة قلبية أو جلطة.ومن بين من استمروا في تناول العقاقير، توفي 12.2% من هذه المجموعة مقارنة مع 13.9% ممن توقفوا عن تناولها بعد التعرض لعرض جانبي محتمل.وفي المجمل توصل الباحثون إلى أن المرضى الذين توقفوا عن تناول العقاقير بعد أعراض جانبية محتملة، زادت احتمالات وفاتهم أو إصابتهم بأزمة قلبية أو جلطة بنسبة 13% مقارنة مع من استمروا في تناول الدواء.وقال الطبيب روبرت روسنسون أستاذ القلب بكلية الطب في ماونت سايناي بنيويورك -الذي لم يشارك في الدراسة- إن النتائج الجديدة تعزز دراسات سابقة توضح أن المرضى ينتفعون عندما يستمرون في تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول.وأضاف أن من المهم أن يبلغ المرضى أطباءهم عن أي أعراض جانبية محتملة للعقاقير، إذ إنه يمكن أن تكون هناك خيارات أخرى.
اقرأ المزيد
