الخميس 2019/02/14

واشنطن بوست: مؤتمر وارسو لن يحقق نتائج ملموسة بشأن إيران

بقلم: كارول موريلو وآن جيران

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات

اعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي وجود مسؤولين إسرائيليين وعرب في نفس قاعة المؤتمر حول الأمن في الشرق الأوسط حدثا تاريخيا.

في بداية المحادثات، نوه كل من بومبيو ونتنياهو إلى أهمية اللقاء الذي جمع عددا من الممثلين لأكثر من 60 دولة حضروا المؤتمر، بما في ذلك الدول العربية.

لدى الأردن ومصر معاهدات سلام مع إسرائيل، كما إن العديد من الدول العربية الأخرى، ولا سيما تلك الموجودة في الخليج، لا تفصح لمواطنيها عن العلاقات الدبلوماسية التي تجمعها بإسرائيل.

إيران، التي لم تتم دعوتها إلى المؤتمر، ستكون موضوع هذه المباحثات، الأمر الذي غيّر من الحسابات السياسية.

وقال نتنياهو للصحفيين "أمس كان نقطة تحول تاريخية". مضيفا بالقول: "في غرفة تضم 60 وزيرا للخارجية، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزراء خارجية دول عربية، وتحدثوا بقوة غير عادية ووضوح ووحدة ضد التهديد الذي تمثله إيران".

سعت إدارة ترامب دون جدوى إلى دحض التصور القائل بأن المؤتمر يهدف إلى تشويه سمعة إيران، التي احتفلت هذا الأسبوع بالذكرى الأربعين للثورة الإيرانية التي أطاحت بشاه إيران الذي حظي بدعم الولايات المتحدة آنذاك.

وقد أكد مسؤولون أمريكيون أن الجلسة تغطي مجموعة من القضايا، بما في ذلك الأزمات الإنسانية في كل من سوريا واليمن، غير أن نتنياهو تحدث بوضوح للصحفيين في إسرائيل: "أن الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو إيران".

وقال بومبيو إن كلا الموضوعين مرتبطان بشكل جوهري. واقفا بالقرب من نتنياهو، وقال بومبيو إن "العمل" ضد إيران أمر ضروري لمعالجة مشاكل أخرى في المنطقة، وأنه "لا يمكنك تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط دون مواجهة إيران"، مؤكدا أن "إن هذا غير ممكن".

خلال خطابه الافتتاحي، أدرج بومبيو مجموعة متنوعة من القضايا التي عادة ما تتهم الإدارة الأمريكية إيران بالوقوف وراءها أو تصعيدها على الأقل. وأردف القول "نحن بحاجة إلى العمل من أجل الأيام القادمة"، وأضاف: "إن قضايا سوريا واليمن وتوسيع النفوذ وعملية السلام والإرهاب وإيران والأمن السيبراني والأزمات الإنسانية تحديات لن يتم التخلص منها دون العمل عليها. ولن نظل مكتوفي الأيدي".

لقد أوضح بومبيو باستمرار أن جميع المحادثات حول عدم الاستقرار والتهديدات في الشرق الأوسط تنتهي عند عتبة طهران.

تحدث بومبيو "لنيوز أور" وقال إن "هذا التجمع هو بالتأكيد عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ولا يمكنك الحديث عن كل هذا دون الحديث عن التهديد الذي تمثله إيران، سواء من خلال حزب الله أو حماس أو الحوثيين، سواء كان ذلك من خلال عملهم ضد الحكومة العراقية، في محاولة لإلحاق الضرر بالاستقلال وسيادة العراق، أو سواء ما يفعلونه في سوريا اليوم ".

سيلتقي كل من مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي ونتنياهو على هامش هذا المؤتمر كما خططا للقيام بجولة لإحياء ذكرى انتفاضة غيتو وارسو لعام 1943.

وقد حضر المؤتمر مجموعة من دول الخليج العربي في حين تسعى إدارة ترامب لتسليط الضوء على العلاقات الوطيدة التي تجمع بين بعض من دول الخليج وإسرائيل.

قبيل الجلسة، قال مسؤولو إدارة ترامب إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيكون ضمن المواضيع التي ستتم مناقشتها إلا أنه لن يتم التركيز عليه. ومن المتوقع أن تتم مناقشة لخطة سلام الرئيس ترامب التي أعدت منذ أشهر، على الرغم من تأجيلها بشكل متكرر.

حضر المؤتمر كل من جاريد كوشنر، مستشار ترامب وزوجته، برفقة مايك بنس، وكان من المقرر الحديث عن خطة السلام أو ما يعرف بـ "صفقة القرن" التي عمل عليها جاريد كوشنر منذ ما يقرب عامين.

حتى مع بداية المؤتمر لم يقم المسؤولون بعد بإصدار قوائم أسماء ممثلي البلدان أو ورتبهم. وقالت بعض الدول الأوروبية إنها ستقوم بإرسال دبلوماسيين منخفضي المستوى خشية أن يتم استخدام هذا الحدث لانتقاد إيران.

وقال دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون إنه تم توسيع جدول الأعمال بعد أن أكد حلفاء للولايات المتحدة أن جدول إدارة ترامب سيولد انقساما في الآراء بدلا من تعزيز الوحدة بخصوص إيران.

وقال دبلوماسيان إن الولايات المتحدة وبولندا أرجأتا تقديم مقترحات حول اتفاق سيوقعه جميع الحاضرين في المؤتمر.

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية شارك في العديد من المؤتمرات حول الشرق الأوسط، إن اجتماع وارسو مجرد مسرحية لا أكثر.

مضيفا: "لا أعتقد أنك تستطيع أن تجمع 70 دولة لتحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف، كالسلام والأمن في الشرق الأوسط، وتتوقع تحقيق نتائج حقيقة ملموسة، إلا أن هذا لا يعني عدم تحقيق شيء يذكر، كما إن تحقيق كل هذه الأهداف لا يعني خلق فرصة أكبر وتسليط الضوء على القوة الأمريكية، بل يسلط الضوء على التردد والضعف الأمريكي".

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاجتماع الذي استمر يومين بأنه "سيرك بائس ضد إيران" واستمر في كتابة تغريدات ساخرة على حسابه تويتر.