السبت 2018/05/12

هآرتس…هذه تفاصيل المواجهة التي جرت بين إيران وإسرائيل (ترجمة )


المصدر: هآرتس (النسخة الإنجليزي من الصحيفة) 

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


ما هي المواقع التي قامت إسرائيل باستهدافها؟ هل أصابت الصواريخ الإيرانية الأهداف الإسرائيلية؟ وما الدور الذي لعبه قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي فيما يحدث؟

بعد أشهر من العلاقات المتوترة بين البلدين، جرت المواجهة الأولى من نوعها بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية.. فما الذي حدث؟

قامت القوات الإيرانية بإطلاق 20 صاروخاً على مواقع تابعة للقوات الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، الأسبوع الماضي؛ حيث تم اعتراض 4 صواريخ منها كانت متجهة لإسرائيل بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المسمى بـ "القبة الحديدية"، بينما انفجرت باقي الصواريخ فوق الأراضي السورية، بحسب ما جاء على لسان الجيش الإسرائيلي.

أدى الهجوم الإيراني هذا إلى رد إسرائيلي يمكن القول إنه الأعنف من نوعه على دولة مجاورة منذ عقود، حيث هاجمت إسرائيل عشرات الأهداف والمواقع الاستراتيجية التابعة للجيش الإيراني في سوريا.

 

كيف بدأت المواجهة؟

اتهم الجيش الإسرائيلي قائد فيلق القدس في قوات الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف المواقع الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.  جاءت هذه الهجمات رداً على هجمات سابقة كانت قد شنتها إسرائيل على مواقع تابعة للنظام في ضواحي مدينة القنيطرة.

 

كيف ردت إسرائيل؟

بعد هذا الهجوم، قامت إسرائيل بشن عشرات الهجمات على أهداف إيرانية في سوريا، أسفرت عن تدمير مخازن للأسلحة ومواقع لوجستية ومراكز استخباراتية تستخدمها القوات الإيرانية في سوريا. وبينما قتل من الجانب الإيراني 23 مسلحاً قالت إسرائيل إن طائراتها الحربية التي أغارت على الإيرانيين لم تصب بأي أذى.

 

ما هي تداعيات الهجوم على سوريا؟

أدى الهجوم إلى تدمير 5 بطاريات سورية مضادة للطائرات، حيث تفيد تقارير أصدرها الجيش الإسرائيلي بأنه دمرها بشكل كامل بعد أن تعرضت لنيران كثيفة.

اعتبر المحلل العسكري لصحيفة هآرتس أن الهجوم شكل ضربة قاسية ضد قوات الدفاع الجوي التابعة لنظام الأسد، كما حددت القوات الجوية الإسرائيلية طراز بطاريات الدفاع الجوي المستهدفة، والتي قالت إنها روسية الصنع من نوع (إس إي-22) و (إس إي-2) و (إس إي-5) و (إس إي-17).

 

ما الذي قاله حلفاء الأسد عن الهجوم؟

حسب الإعلام الحليف لنظام الأسد، فقد قال إن 28 طائرة إسرائيلية من طراز (إف 15) و(إف 15) شاركت في الضربة، مطلقة أكثر من 60 صاروخاً. بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن نظام الأسد قد أسقط نصف الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت أثناء الضربة.

ما الذي استهدفته إيران خلال هجومها؟

حسب ما جاء على لسان الجيش الإسرائيلي فإنه تم إطلاق الصواريخ من مواقع سورية باتجاه المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

أصدر مجلس الجولان الإقليمي بياناً قال فيه إن عدة بلدات في الجولان استُهدفت بصواريخ، لذلك تم الطلب من سكان هذه البلدات البقاء في الملاجئ إلى أن يتم إبلاغهم بخلاف ذلك. وقالت إسرائيل إنها لم تسجل أي إصابات بشرية على الرغم من بقاء الملاجئ مفتوحة يوم الخميس، حيث تم السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم.

 

لماذا الآن؟

تحاول إيران تثيبت وجودها العسكري في سوريا بعد أن أزالت المخاطر التي كانت تحيط بالنظام، واستخدام مواقعها في سوريا كقواعد لمواجهة إسرائيل، في الوقت الذي قال فيه مسؤولون سياسيون وأمنيون في إسرائيل إنهم عاقدو العزم على اتخاذ خطوات استباقية من شأنها إحباط الجهود الإيرانية، ولو أدت هذه الخطوات إلى تصعيد عسكري مع الإيرانيين.

في 9 نيسان/ أبريل تعرضت قاعدة جوية سورية (تي 4)، بالقرب من مدينة حمص، لهجوم اتُهمت إسرائيل بالقيام به. كان الهدف من الهجوم إفشال الجهود الإيرانية الرامية إلى إنشاء مجال جوي مدعوم بأنظمة مضادة للطائرات موجودة في القاعدة. خلقت الغارات الجوية خسائر بشرية في صفوف قوات الحرس الثوري الإيراني، وتوعد حينها كبار القادة في طهران بالرد على هذا العدوان.

 

ما الذي سيحدث الآن؟

تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران كانت ترغب بتنفيذ رد محدود، لتوضح لإسرائيل بأن هجماتها المتكررة في سوريا لن تمر دون ثمن، إلا أنه بالوقت نفسه، لا توجد رغبة إيرانية بجر المنطقة إلى حرب مع إسرائيل.

ومع حدوث هجوم كهذا فمن المحتمل استهداف إيران لأصول إسرائيلية في الخارج. كاستهداف موجه ضد أحد السفارات الإسرائيلية أو مجموعة من السياح الإسرائيليين. على غرار تلك التي استهدفت مصالح إسرائيلية في الأرجنتين عام 1990، وحادثة بلغاريا عام 2012، إلا أن هجمات من هذا النوع، تتطلب تخطيطا على المدى الطويل. ومن المحتمل أيضا أن يخطط "حزب الله" لشن هجوم بالنيابة عن إيران، إلا أنه يبدو أن المواجهة مع إسرائيل ليست من أولوياته في هذه المرحلة.

ما الدور الذي لعبه قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي فيما يحدث؟

تبقى تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي غير واضحة بحسب هآرتس وذلك بسبب غياب الآلية لكيفية تطبيق انسحابها ومدى صرامة العقوبات الاقتصادية التي ستُفرض على إيران ومدى سرعة تنفيذها. إذ من الصعب الجزم بأن يؤدي قرار ترامب إلى مواجهة عسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران.