الخميس 2019/01/17

نيويورك تايمز: أهم محطات الانسحاب الأمريكي من سوريا

بقلم: ميغان سبيسيا

المصدر: نيويورك تايمز

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


خلال الأسابيع التي أعقبت إعلان الرئيس ترامب، على نحو غير متوقع، عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا "ستعود هذه القوات إلى الولايات المتحدة الآن"، رافضا مشورة الجنرالات والمستشارين، أدى هذا القرار إلى تنحي بعض مسؤولي الإدارة من مناصبهم، في حين حاول آخرون المضي قدُماً في تطبيق هذا القرار.

إذا كان لدى أي شخص شك حول مدى صعوبة هذا الانسحاب، فمن غير المُرجَّح أنه سيظل عقب الأخبار السيئة الأخيرة حول بلد مزّقته الحرب.

يوم الأربعاء، كانت القوات الأمريكية من بين القتلى إثر التفجير الذي حدث شمال سوريا، والذي تبناه تنظيم الدولة. هؤلاء الجنود كانوا آخر ضحايا صراع بدأ بانتفاضة شعبية عام 2011 ليتحوّل بعدها إلى صراع معقّد بين قوى أجنبية متعددة.

أرسل الرئيس باراك أوباما القوات الأمريكية إلى سوريا عام 2015 كجزء من تحالف ضد تنظيم الدولة. لكن خلال الإعلان عن الانسحاب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تحدث ترامب أيضا عن "الانتصارات التاريخية" التي حققها ضد المتشددين، ما يعني أن الوقت قد حان لعودة القوات الأمريكية إلى الوطن.

لا يزال هناك نحو 2000 جندي أميركي في سوريا، لكن الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي أثار المزيد من التساؤلات حول انسحابهم من بلد لا يزال نفوذ عدوّهم فيه يلقي بظلاله على المنطقة.

في الأسفل: الجدول الزمني للحظات الرئيسية منذ إعلان الرئيس عن سحب القوات الأمريكية من سوريا:

في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي: يقول ترامب إنه سيسحب قواته من سوريا:

صرح ترامب في شريط مسجل نُشر على تويتر يوم 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بالقول: "لقد انتصرنا على تنظيم الدولة "، حيث فاجأ تصريحه هذا الكثير، مضيفاً: "سيعود جميع جنودنا على اختلاف أعمارهم وأجناسهم.. سيعودون جميعاً، سيعودون الآن".

وأشار إلى "الانتصارات التاريخية" على تنظيم الدولة، كمبرر لإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن، وهو أمر تعهد به منذ بداية رئاسته.

جاء الإعلان المفاجئ بعيدا عن توجيهات جنرالات ومستشاري ترامب. وفي حين لم يقدم الرئيس جدولا زمنيا محددا للانسحاب، قال مسؤولون في وزارة الدفاع إنه أمر بالانسحاب خلال مدة أقصاها 30 يوماً.

في 20 كانون الأول/ ديسمبر الماضي: استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس:

استقال وزير الدفاع، جيمس ماتيس، بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئيس عن الانسحاب. وكتب في خطاب استقالته: "إنني متمسك بآرائي بشأن معاملة الحلفاء باحترام، والتعامل مع كل الجهات الفاعلة من خصوم ومنافسين استراتيجيين بحزم".

يُنظر إلى ماتيس ( وهو جنرال مشاة بحري متقاعد )، على أنه يوازن عملية صنع القرار التي لا يمكن التنبؤ بها لدى ترامب، ولكن يبدو هذه المرة أنه لم يعد يتحمل سلوك ترامب.  وكتب: "لأنه لديك الحق في أن يكون لديك وزير دفاع تتفق وجهات نظره بشكل أفضل مع رؤيتك حول هذه الموضوعات وغيرها، أعتقد أنه من الصواب أن أتنحى عن منصبي".

في22  كانون الأول/ ديسمبر الماضي: تنحي مسؤول بارز آخر:

سارع بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الخاص إلى التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة، إلى تقديم استقالته، وقال لزملائه إنه لا يستطيع أن ينفذ قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

وكان ماكغورك قد خطط بالفعل للتقاعد من منصبه في شباط/ فبراير القادم، ولكن في رسالة إلكترونية إلى موظفيه، قال إنه قرر تعجيل استقالته لتصبح في 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأعرب عن قلقه إزاء شركاء التحالف الذين ما زالوا يقاتلون تنظيم الدولة في المنطقة.

وقال ماكغورك في تلك الرسالة الإلكترونية: "لقد جاء القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس بمثابة صدمة وكان بمثابة تحول كامل في السياسة التي تم توضيحها لنا". مضيفاً: "لقد تركنا شركاءنا في التحالف مرتبكين، وشركاءنا بالقتال في حيرة من أمرهم".

في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي: يوافق ترامب على إبطاء عملية الانسحاب:

وافق ترامب، بعد لقائه مع الجنرال بول لاكاميرا، القائد الأميركي الأعلى في كل من العراق وسوريا، على تمديد عملية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا من 30 يومًا إلى أربعة أشهر.

من شأن هذا القرار توفير الوقت الكافي لنقل كميات كبيرة من المعدات العسكرية وتحديد ما إذا كان سيستمر التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة الذين يقاتلون تنظيم الدولة.

6 كانون الثاني/ يناير الحالي: تراجع بولتون: 

يبدو أن مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون، الذي قام برحلة إلى إسرائيل، قد تراجع عن حديثه عن الانسحاب السريع للقوات من سوريا.

وضع بولتون شروطاً يمكن أن تترك القوات الأمريكية في سوريا لأشهر أو حتى لسنوات. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها عضو من الإدارة شروطًا يجب الوفاء بها قبل إجراء الانسحاب منذ إعلان الرئيس.

قال بولتون للصحفيين إن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا حتى هزيمة آخر مقاتل في تنظيم الدولة. وقال أيضا إن تركيا يجب أن تقدم ضمانات بأنها لن تقوم بضرب القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة التي قاتلت في التحالف ضد هذه الجماعة المتطرفة.

أدت هذه التصريحات إلى توتير العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا التي رفض رئيسها، رجب طيب أردوغان، مطلب الولايات المتحدة بحماية الأكراد.

في 10 كانون الثاني/ يناير الحالي: بومبيو يتحدث من جديد عن الانسحاب الأمريكي من سوريا:

خلال خطاب ألقاه في جامعة بالقاهرة، شرح وزير الخارجية مايك بومبيو مفهوم أميركا لدورها في الشرق الأوسط، قائلاً إن الولايات المتحدة ستكون أكثر نشاطًا في المنطقة حتى في الوقت الذي تنطلق فيه خطة ترامب لسحب القوات من سوريا.

وتعهد بومبيو "بطرد كل القوات الإيرانية " من سوريا، لكنه امتنع عن شرح كيفية قيام الولايات المتحدة بذلك.

في 11 كانون الثاني/ يناير الحالي: بدأت الولايات المتحدة في سحب المعدات:

بدأ الجيش الأمريكي في سحب بعض المعدات الأسبوع الماضي. ولم يقل الكولونيل شون رايان، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، ما إذا كان سيتم سحب أي قوات أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ أي إجراءات أخرى يمكن اعتبارها انسحاباً. لكنه قال إن التحالف "بدأ عملية انسحابنا المتعمد من سوريا"، لكنه لم يقدم المزيد من المعلومات حول "الجدول الزمني المحدد لهذا الانسحاب أو مواقعه أو تحركات القوات".

في 16 كانون الثاني / يناير الحالي: مقتل جنود أمريكيين في هجوم في منبج:

يوم الأربعاء الماضي، أكد البنتاغون أن القوات الأمريكية كانت بين القتلى بعد انفجار خلال "دورية روتينية" في سوريا. وقال مسؤولون إن عدة جنود تم نقلهم بطائرة هليكوبتر. وقال سكان المنطقة إن الهجوم استهدف مطعماً في بلدة منبج بشمال سوريا حيث كان الجنود الأمريكيون يتوقفون أحيانا لتناول الطعام خلال الدوريات.

قامت مليشيا مدعومة من الولايات المتحدة من المقاتلين الأكراد بالإطاحة بتنظيم الدولة في منبج منتصف العام 2016، ومنذ ذلك الحين تمت السيطرة على المنطقة بشكل كامل من قبل المجالس المحلية المدعومة من الولايات المتحدة. كما تمتلك القوات الأمريكية عددا من القواعد بالقرب من منبج، تقوم بدوريات منتظمة في المنطقة.