الأربعاء 2019/02/27

كيف تحاول إيران تقوية دورها بسوريا من خلال استضافة الأسد؟


المصدر: المونيتور

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


قام بشار الأسد الإثنين الماضي بإجراء زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقا إلى إيران للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية قبل ثماني سنوات.

تسمح هذه الزيارة لطهران بإعادة تأكيد تحالفها مع دمشق في الوقت الذي يتعرض فيه الأسد لضغوط متزايدة لعزل سوريا عن إيران، للحد من تصعيد التوتر مع الدول المجاورة.

أين تتجلى أهمية هذه الزيارة؟ استُقبل الأسد بعناق حار من المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني، وعُرض ذلك عبر وسائل الإعلام الإيرانية على نطاق واسع. يأتي هذا في الوقت الذي تواجه فيه كل من إيران وشريكاها في المفاوضات، روسيا وتركيا، توترات حول مستقبل سوريا.

من خلال استضافة بشار الأسد، بعثت إيران برسالة إلى كل من الولايات المتحدة وتركيا مفادها أن طهران لن تتراجع ولن تبتعد في ظل التطورات الجديدة و "التهديدات" التي تشهدها سوريا.

وخلال لقائه مع الأسد، أشاد روحاني بالاجتماع الثلاثي الأخير الذي حضره كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، من أجل "الحفاظ على وحدة أراضي سوريا". لكن خامنئي انتقد بشدة وبشكل واضح أنقرة بسبب محاولاتها إقامة "منطقة آمنة" على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، والتي وصفها "بالمؤامرة" الأمريكية التي يجب "رفضها ومعارضتها بشدة".

كما لا تتفق إيران مع روسيا حول جهود هذه الأخيرة للتخفيف من حدة التوتر مع إسرائيل في سوريا. ومن المقرر أن يستضيف بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موسكو اليوم لإجراء محادثات بشأن الحد من احتمال وقوع مواجهة عرضية بين الدولتين، في الوقت الذي يتعهد فيه نتنياهو بمواصلة قمع إيران وقواتها بالوكالة في سوريا، قبل الانتخابات التي ستجري في إسرائيل في نيسان/ أبريل القادم.

ما هي الخطوة القادمة؟

أعلنت إدارة دونالد ترامب في الآونة الأخيرة خططا لإبقاء ما يصل إلى 400 جندي أمريكي في سوريا، بما في ذلك في القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف على طول الحدود السورية العراقية، ما قد يجعل من الصعب على طهران الحفاظ على علاقة قوية مع دمشق وبغداد. وقد أشار خامنئي بوضوح إلى القاعدة خلال حديث في يوم سابق.

المزيد من التفاصيل:

لقد تطرقنا سابقا إلى علاقة سوريا مع إيران و "دائنيها" الآخرين؛ حيث كتب أنطون مارداسوف مؤخرا عن "حالة الشد والجذب" بين كل من روسيا وإيران حول سوريا. وتناولت أمبرين زمان الطبيعة الجيوسياسية الشائكة للمنطقة الآمنة التي اقترحتها تركيا في سوريا.