الثلاثاء 2018/11/27

سوريا…وعودة أستانا

بقلم: عساف زلبرفارب

المصدر: ميديا لاين

الترجمة: مركز الجسر للدراسات


من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات بشأن الوضع في سوريا في أستانا نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي. خلال الجولة العاشرة من المحادثات الماضية، في أواخر تموز/ يوليو الماضي، تم التطرق إلى قضايا مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين. وزعم رئيس الوفد الروسي، ألكسندر لافرينتيف، أن المحادثات أدت إلى العديد من "التطورات الإيجابية".

ومع ذلك، لم يرَ الشعب السوري أي تغيرات على أرض الواقع باستثناء ما يُطلق عليه خفض التصعيد، الذي أدى إلى نوع من المصالحة القسرية بين كل من نظام الأسد والمعارضة السورية، والتي تلاها تسليم أسلحة هذه الأخيرة، ونزوح مقاتليها بشكل قسري باتجاه الشمال السوري. لسوء الحظ، لم تكن روسيا قادرة على الوفاء بالوعود التي قطعتها لأولئك الذين قبلوا بالمصالحة. فمن الواضح أن لإيران دورا كبيرا في إحباط أي محاولة لإيجاد حل للوضع في سوريا.

تدرك إيران جيدا أن نهاية الصراع بين النظام والمعارضة قد يُعيد لمّ شمل السوريين مرة أخرى. في ظل هذه الظروف، سيكون الوجود الإيراني على الأراضي السورية عرضة للعديد من التحديات، وسيكون دورها في الحياة السياسية السورية في مقدمة المواضيع التي سيتم التطرق إليها. وبالمثل، لن يتمكن نظام الأسد من تبرير وجود المليشيات الإيرانية في سوريا بعد التوصل إلى حل سياسي، ولا سيما أن الرأي العام يرفض تدخّل إيران في الشؤون السياسية الداخلية لسوريا.

يدرك السوريون جيداً، مثل بقية العالم، أن هدف طهران النهائي هو الاحتلال الإيديولوجي والثقافي والسكاني لسوريا. حتى روسيا لن تكون قادرة على الدفاع عن مشروع إيران التوسّعي في المنطقة، لأن ذلك سيخاطر بعلاقات موسكو الوثيقة مع عدد من الدول العربية وغير العربية التي أصبحت مهددة بشكل متزايد من قبل إيران خلال السنوات الأخيرة.

مع أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، يبقى السؤال الحقيقي ما الذي ستحققه الجولة القادمة من المحادثات أستانا؟ هل ستصل إلى حل بخصوص الوضع في إدلب؟ وهل يمكن أن تمهد هذه المباحثات الطريق للوصول إلى حل نهائي في سوريا خلال مباحثات جنيف؟ أم إنها ستعطي الضوء الأخضر لإيران من أجل البقاء بشكل دائم ورسمي في سوريا، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من القتال والمزيد من إراقة الدماء في السنوات القادمة؟.