الأربعاء 2019/04/24

سعر النفط الخام يرتفع مع تشديد واشنطن قيودها على صادرات إيران

بقلم: أنجلي رافال

المصدر: فايننشال تايمز

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


قفز سعر خام برنت فوق 74 دولارا للبرميل يوم الإثنين الماضي، وهو أعلى مستوى يصله منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للإعلان عن تدابير جديدة للحد من صادرات النفط الإيرانية، الأمر الذي سيضيق الخناق على الإمدادات العالمية.

صرح مسؤول أمريكي كبير لصحيفة "فايننشال تايمز" بأن مايكل بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قال إن مشتري النفط الإيراني - كاليابان وكوريا الجنوبية وتركيا والهند والصين - سيحتاجون إلى خفض وارداتهم من النفط إلى الصفر أو مواجهة العقوبات.

يأتي إلغاء الإعفاءات الأمريكية في الوقت الذي زادت فيه الولايات المتحدة من ضغطها على إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل ارتفاع كبير في أسعار النفط وإجراء تخفيضات طوعية في الإنتاج من قبل دول أوبك وانقطاع الإمدادات بشكل غير متعمد.

ارتفع خام برنت، المرجع الدولي الرئيسي لأسعار النفط، إلى 74.31 دولار للبرميل خلال المعاملات التجارية الآسيوية، قبل أن يتراجع إلى 73.61 دولار. كما ارتفع مؤشر النفط الخام الأمريكي لويست تكساس انترميديت إلى 65.87 دولار للبرميل، قبل أن يتراجع إلى 65.35 دولار.

قالت سارة فاخشوري، مستشارة الطاقة لدى مؤسسة "سي في بي " للطاقة الدولية، إن "سياسة تصفير الصادرات" سيكون لها "عواقب وخيمة على سوق النفط وأسعاره".

على الرغم من انسحابها من الصفقة النووية مع إيران وفرض عقوبات على طهران، قدمت إدارة ترامب مخصصات للمستهلكين الكبار من نفط البلاد لمواصلة شرائه، وإن كان بمستويات أقل.

كان الهدف من هذه الإعفاءات منع ارتفاع أسعار النفط الخام، الذي تعتقد الولايات المتحدة الآن أنه من غير المرجح أن يحدث.

قال أوليفر جاكوب، عضو في شركة بتروماتريكس لاستشارات الطاقة: "كان الإجماع العام على تمديد الإعفاءات لخفض الاعتمادات المخصصة".

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الإدارة الأمريكية قد حصلت على تأكيدات من السعودية - أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم - والإمارات بأنه يمكن توفير إمدادات إضافية لمنع حدوث قفزة في الأسعار.

كان المسؤولون السعوديون قلقين حول قدرتهم من تحقيق المطالب الأمريكية. فقد ضاعفت السعودية العام الماضي من إنتاجها في حال إعادة إدارة ترامب فرض العقوبات على إيران وتنفيذ سياسة أكثر صرامة على صادرات النفط الخام. لكن الولايات المتحدة منحت إعفاءات للمشترين، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الأسعار.

في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وافقت أوبك إلى جانب شركائها بما في ذلك روسيا على تخفيض الإنتاج لجعل السوق في حالة توازن. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الدول المنتجة للنفط في جدة الشهر المقبل وفي فيينا في حزيران / يونيو القادم.

قال شخص مطلع على سياسة الطاقة السعودية إنه على الرغم من استعداد السعودية "للمساعدة في مواجهة أي نقص"، خاصة وأن مخاطر الإمداد لا تزال قائمة في ليبيا وفنزويلا، فإن القائمين على منظمة أوبك يريدون معرفة التأثير الكامل لسياسة الولايات المتحدة على الإعفاءات.

ومع ذلك، يعتقد عدد قليل من المحللين في قطاع الطاقة أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على قطع صادرات النفط الإيرانية بالكامل مع دول مثل الصين والهند اللتين تحرصان على الحفاظ على مشترياتهما من النفط الخام.