الخميس 2017/10/05

آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا

المصدر: فورين بوليسي

بقلم: بيثاني ألين إبراهيميان

ترجمة : مركز الجسر للدراسات

بدأ تنظيم الدولة بفقدان سيطرته على الأراضي منذ قرابة عام ويزيد، عندما قامت قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها التحالف بإطباق حصار على الرقة التي اتخذها التنظيم مقراً له. ومن المتوقع أن يفقد التنظيم سيطرته عليها في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.

لكن المعركة لتخليص سوريا من قبضة تنظيم الدولة مستمرة لا محالة، ولا تزال آخر معاقله في الشرق،  في منطقة  قبلية شاسعة تسمى دير الزور، وهي منطقة نائية تقع على الحدود مع العراق.

فإذا ما استطاع هجوم مزدوج- من قوات النظام وقوات سوريا الديموقراطية التي يدعمها التحالف- استئصال تنظيم الدولة من المناطق القبلية فإن ذلك من شأنه أن  يقبر الخلافة للأبد.  وقد صرح نيكولاس هيراس، وهو عضو بمركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن قائلاً "بعد سقوط دير الزور سيتحول التنظيم من دولة إلى حركة تمرد".

 

فمن السهل قول ذلك، فمعظم حقول النفط في سوريا موجودة أساساً في دير الزور؛ وعلى الرغم من ذلك فقد حُرم السكان المحليون في هذه المنطقة من الاستفادة من عوائد هذه الثروة التي تُستخرج من أرضهم، ما أدى إلى نوع من الاستياء الشعبي ضد حكومة بشار الأسد.

فمنذ استيلاء تنظيم الدولة على المنطقة سنة 2014، عمل هذا الأخير على إدراج السكان المحليين في نظام الحكم وإشراكهم في القيادة القبَلية، وتقديم الخِدمات المحلية لهم، كما عمل على استئصال المعارضة بشكل مطَّرد. هذا بالإضافة إلى  قيامه بتجنيد المئات من الشبان للقتال في صفوفه، وإدخال العائلات المحلية في نسيج السلطة والحكم. فعلى الرغم من أن وجود تنظيم الدولة في دير الزور مرفوض بالإجماع، والمواجهة التي تعرض لها من قِبل المعارضة المسلحة، فلا تزال جذورالتنظيم متأصلة في المنطقة. تُظهر الخريطة أدناه امتداد حقول النفط وتشعب العلاقات القبلية الواقعة على طول نهر الفرات في دير الزور.  إن الخرائط المستعملة هي نتيجة عام من العمل المشترك بين كل من مركز الأمن الأمريكي الجديد وعدد من دعاة التغيير، وكذا شبكة من الباحثين من  دير الزور وما حولها.

وقبيل فقدان تنظيم الدولة المزيد من الأراضي التي كانت خاضعة له مع بداية 2016، وعلى الخصوص بعد سقوط الموصل ومحاصرة الرقة ، انتقل الكثيرون من قيادات هذا التنظيم إلى دير الزور. وقد صرح هيراس لـ"فورين بوليسي" قائلاً : "تُعد محافظة دير الزور أكثر المحافظات السورية انعزالاً، وهناك روابط متينة تجمع السكان المحليين لدير الزور مع سكان غرب العراق".

ثمة قوتان رئيسيتان حالياً في دير الزور: قوات النظام المدعومة من طرف القوات الروسية والمستشارين العسكريين الإيرانيين والميليشيات الشيعية، وقوات سوريا الديموقراطية التي يدعمها التحالف وتضم كلا من الأكراد والعرب.

وليس معلوماً إذا ماكانت هاتان القوتان ستعملان معاً للقضاء على تنظيم الدولة في دير الزور. وقد صرح "هيراس" أن الروس قد قاموا بحملة ناجحة تقضي بإقناع السكان المحليين مفادها أنَّ هدف الولايات المتحدة هو السيطرة على الأراضي واستغلال الثروات الطبيعية -عوضاً عن هزيمة تنظيم الدولة- وذلك عن طريق قوات سوريا الديموقراطية.

وقد حاول الجيش الأمريكي إبعاد تلك الشبهة عنه عندما صرح الكولونيل ريان ديلون ، المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في حزيران/ يونيو قائلاً: "نحن لسنا هنا لحيازة الأرض وإنما للقضاء على تنظيم الدولة". لكن ذلك لم يكن واضحا، وليس كافيا لإقناع قبائل دير الزور أن الولايات المتحدة وحلفاءها، لا يسعون إلى الاستفادة في المستقبل. مضيفاً أن "إدارة ترامب بحاجة إلى تحديد استراتيجيتها في سوريا" وإلا فإنه لن يكون من السهل على قوات الأسد تحديد استراتيجية لنفسها.