الثلاثاء 2016/09/13

اتفاق أمريكي روسي في سوريا يولد بعد مخاض عسير…. فهل يسدل الستار على خلافات عقيمة وقرارات معاقة.؟

الملف الأول : اتفاق أمريكي روسي في سوريا يولد بعد مخاضٍ عسير.... فهل يُسدل الستار على خلافاتٍ عقيمة وقرارات معاقة.؟

_المقدمة: اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا أن نجاح المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة حول سوريا يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً بالنسبة لإدخال المساعدات الإنسانية واستئناف المحادثات السياسية.
ولد الاتفاق إذاً بعد خلافات طالت بين البلدين إلا أن الحديث في صلب الاتفاق يعيد الأمور إلى عالم المجهول الذي عُرفت به السياسة الدولية حيث إن الاتفاق لم ينص على أي قيود ملزمة إلا حديث الروس عن أن النظام سيلتزم بالتطبيق وهذا بدوره لا يشكل أي مصدر ثقة بالنسبة للمعارضة السورية لتبدأ بوادر الشك والريبة تتكبد من جديد في سماء العلاقات بين البلدين تاركة الباب مفتوحاً لمزيد من الاحتمالات.

•    فما هي نقاط الارتكاز السياسي لهذا الاتفاق. وما هي ابعاده وانعكاساته على الملف السوري سياسياً وعسكرياً.؟


•    أسئلة الملف الأول:

_الاتفاق الذي طال الحديث عنه ولد أخيراً حيث تم الاتفاق على جملة من القرارات في مقدمتها الاتفاق على مرحلة لوقف طيران الأسد عن التحليق وقصف المدنيين بما يمهد الطريق لإدخال المساعدات الإنسانية واستئناف العملية السياسية. بعض المتابعين قالوا أن الخطة هي خطة روسية وأن واشنطن انصاعت لها تحت ضغطٍ روسي ما هو ردكم على ذلك.؟


_وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال: إنهم سيعملون مع الأمريكيين على إنشاء مركز تنسيق مشترك روسي أميركي لدراسة الأمور العملية للفصل بين المعارضة المعتدلة وبين من يسمونهم إرهابيين والاتفاق على الضربات التي ستستهدف الإرهابيين مشيراً إلى أن قوات النظام ستعمل خارج مناطق تنفيذ هذه الضربات. ألا تعتقد أن هذا التفاف على نص الاتفاق ولاسيما أن من تصفهم موسكو بالإرهابيين يشمل فصائل من الجيش الحر وهم متوزعون في أغلب المدن والمناطق السورية.؟


_حركة أحرار الشام الإسلامية رفضت البند الخاص المتعلق بقصف جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) خاصة أن الاتفاق لم يتحدث مطلقاً عن استهداف الميلشيات الأجنبية والعربية التي تقاتل إلى جانب النظام. هذا الاتفاق قد يثير خلافات كبيرة بين الفصائل العسكرية التي ستنقسم بين مؤيد ومعارض لبنوده بالإضافة إلى إغفاله مسألة فك الحصار عن المناطق المحاصرة. كيف يمكن لواشنطن في هذه الحالة أن تضمن قبول هذا الاتفاق وتقريبه أكثر من وجهة نظر المعارضة.؟


_الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية أظهرت تحفظاً شديداً على خطة وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيكري لافروف معتبرة أن الخطة ركزت على الجوانب الأمنية والعسكرية ولم تعطِ تصوراً لحل سياسي أو حتى لمستقبل الاسد. برأيك لماذا تم تغيب الحديث عن الخطة السياسية لصالح محاربة الإرهاب فقط ولاسيما أن الاتفاق يتعارض مع الرسالة التي وجهها المبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني.؟

_لافروف أكد أن موسكو أبلغت دمشق بالاتفاق وهي مستعدة لتنفيذه في حين دعا فصائل الثوار إلى النأي بنفسها عن تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام. هل تعتقد أن الروس من وراء هذا الحديث يختلقون المبررات لقصف الفصائل المعتدلة. وفي حال كان ذلك ماذا سيكون موقف واشنطن.؟

_ أخيراً وبعد أن رشح مارشح من هذا الاتفاق والترحيب الدولي والإقليمي الذي قابله وفي ظل التدخل التركي في شمال سوريا هل تتوقع أن يكون هذا الاتفاق بوابة لتدعيم العملي التركية أم أنه سيضع العراقيل امام ما تم تداوله عن سعي أنقرة لإقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا.؟

_في ملفنا الثاني: بعد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا مخاوف إيران من تسوية محتملة في سوريا تخرجها خارج اللعبة هل تدفع طهران لتغيير حساباتها ومحاولة التقرب من المعارضة.؟

_المقدمة: في محاولة لتجنب الانجرار أكثر إلى المستنقع السوري الذي لا يزال يطرح مزيداً من المجهول بالنسبة للأطراف الداعمة للأسد فقد دعت أطراف دبلوماسية ايرانية  النظام الإيراني إلى فتح خطوط عاجلة مع المعارضة السورية وضرورة التفاوض معها لإيجاد مصالحة قبل التورط أكثر في الوحل السوري.
فبرغم أن المعركة الآن تمثل الخط الدفاعي للأمن القومي الإيراني إلا أن المضي أكثر في المجهول السوري سيجعل إيران مجبرة للاستمرار في تلك المعركة الخاسرة.
   
•    فهل تصغي طهران لهذا المطلب بعد تحسسها بقرب احتراق ورقتها في سوريا بنيران الأتراك.؟

•    أسئلة الملف الثاني:

_دعوة حرجت من دبلوماسيين إيرانيين سابقين للتفاوض مع المعارضة السورية في هذا الوقت بالذات على الرغم من أن طهران تعتبر المعركة في سوريا تمثل خط الدفاع الأول للأمن القومي الإيراني. بماذا تفسر هذه الدعوة لمفاوضة المعارضة السورية في هذا الوقت بالذات ولو أن هذه الدعوة ضبابية.؟

_ بعد التحولات التي شهدتها سوريا مؤخراً من دخول قوات الجيش التركي بموافقة الولايات المتحدة وعدم اعتراض الروس جعل أنقرة تكتسب امتيازات عديدة من تدخلها هناك وأصبحت الأولويات التركية تختلف عن أولويات إيران في سوريا. ما هي ابعاد ذلك. وهل يمكن للإيرانيين أن يفتحوا علاقات جديدة مع الاتراك في سوريا بحسب المنظور التركي.؟

_ أولويات إيران تتمثل في الحفاظ على دمشق ضمن مشروع وخطة المقاومة ودعم الأقليات الشيعية في المنطقة والحفاظ على وحدة الأرضي السورية لكن حتى الحكومة السورية وروسيا تختلف أولوياتهما عن إيران في موضوع الملف السوري ذاته. كيف تعتقد أن ينعكس هذا المطلب الإيراني على سياق العلاقات الإيرانية السورية الروسية وما هي أبعاده على الساحة السورية.؟

_التطورات الجديدة التي تشهدها الساحة السورية تدعو إلى الحفاظ على أولويات إيران التي تمثل مصالحها في القضية السورية دولياً والمتمثلة في حل مسألة حلب بصورة عاجلة أما بطريقة عسكرية أو عن طريق المفاوضات مع المعارضة السورية. برأيك هل هذا يمثل بداية لتخلي إيران عن الأسد لصالح مشروعها ومخططاتها في المنطقة.؟

_ مصالح النظام الإيراني تتقاطع مع مصالح تركيا في سوريا وأن أولوية الاتراك هي أولاً عدم السماح بإقامة إقليم كردي على حدودها الجنوبية مع سوريا والأولوية الثانية لهم هي تشكيل وتعيين الهيكل السياسي لدمشق. برأيك هل أدركت إيران أن مصالحها تتقاطع هنا تماماً مع الأتراك ولهذا بدأت تهيئ نفسها للمرحلة القادمة.؟

_أخيراً فأن مراقبون للشأن الإيراني يرون أن كبار الدبلوماسيين الإيرانيين برزت مخاوفهم بعد تدخل الجيش التركي ومساندته للجيش الحر لتشكيل مناطق عازلة في سوريا ويعتقد هؤلاء الدبلوماسيون أن على إيران الموافقة على الحل السياسي الذي يحافظ على المصالح الإيرانية في سوريا قبل أن تتفق الدول العظمى ودول المنطقة على مستقبل سوريا وإقصاء إيران من أي دور في النظام السياسي المقبل في دمشق. ما هو تصورك للمرحلة القادمة. هل سنشهد تراجع إيراني على الأرض وما هي الانعكاسات الحتمية لهذا التبدل الإيراني.؟