الأربعاء 2016/04/06

هل انتهت محافظة درعا من كابوس دير الزور؟

جميع المتابعين للمشهد الذي يحصل في درعا والذي يُحاول فيه عناصرُ فصيلي لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية المقرَّبينِ من تنظيم الدولة، إحكامَ السيطرة على عدةِ قرى وبلداتٍ بريفِ درعا الغربي، شبَّهه بما حصل في محافظةِ دير الزور عام 2014، عندما بدأ تنظيمُ الدولة بأخذِ القرية تلوَ القرية والبلدةِ تلو البلدة، شرقا وغربًا.. إلى أنْ وصلَ إلى قلب المدينة ولا يزالُ حتى اليوم يُسيطر عليها. 

في درعا.. ركَّزَ عناصرُ فصيلي اليرموك والمثنى على إنشاءِ خطوط دفاعية لهم بهدف تحصين المناطق التي يُسيطرون عليها، وتمكنوا من السيطرة على بلدات سحم الجولان وعدوان والطيرة وجلين ومساكن جلين والشيخ سعد والمزيرعة وتسيل، كما حاصروا بلدة حيط وقطعوا وصول الإمدادات إليها، خلالَ معاركَ استمرتْ لأكثرَ من ستة عشر يومًا، وسقط فيها قتلى من الجيش الحر وجبهة النصرة، وكانت بلداتٌ أخرى على وشك السقوط بيد الفصيلين، الأمر الذي استدعى الثوارَ في الجَنوب وقفةً جادة، لكبح ذاك التقدم وإيقاف كابوس محافظةِ دير الزور.

عدم اكتراث الفصيلين بتحذيرات الثوار ..

بدأ الثوارُ بإطلاق موجةِ تحذيرات دعوا فيها عناصر اليرموك والمثنى إلى ترك السلاح وتسليم أنفسهم إلى دار العدل في حواران، دعوةٌ لاقت استجابةً من بعض العناصر الذين انشقوا عن الفصيلين وشكَّل عناصرُ منهم "كتيبة المرابطين" وانضمت إلى الثوار، بينما أصدرتْ حركةُ المثنى بدرعا البلد بيانًا قالت فيه إنها تنأى بنفسها عما يجري من قتالٍ ودعت إلى تحكيم الشرع، لكنَّ اليدَ الضاربةَ في الفصيلينِ أصرتْ على قضم قرى الريف واتخاذِ التصعيد بكافة أشكاله ضد أي منطقةٍ ينوون أخذها، ما تسبب بموجة نزوحٍ لآلافٍ فروا بسبب قصفٍ عشوائي أودى بحياةِ البعض منهم.

دحر الفصيلين بوتيرة متسارعة ..

أنشأ الثوار غرفةَ عملياتٍ تحت مسمى "معركة النهروان لقطع قرن الخوارج في حوران" ودكوا تحصينات الفصيلين وتمكنوا خلال أيامٍ استعادةَ بلدتي الطيرة والشيخ سعد ومنطقةَ المزيرعة وكتيبة الدبابات، وفكوا حصار بلدة حيط بعد أنِ استعادوا مساكن جلين وبلدتها، وكل ذلك بمعاركَ سقط عشرات من القتلى والجرحى في صفوف الفصائل الموالية لتنظيم الدولة، كما انهارت بشكل سريع دفاعاتهم في مناطق أخرى أبرزها بلدة عدوان، التي أحكم الثوار سيطرتهم عليها مع عدد من المناطق.

من المستفيد ؟

الوجهة المقبلة للثوار هي بلدتي تسيل وسحم الجولان" خطوط الدفاع الأولى لمناطق سيطرة الفصيلين في الريف الغربي"، وفي حال دحر الثوار للفصيلين فسيكونُ وجودُ تنظيم الدولة شكليًا فقط، دون أن يكون هناك أيُّ تخوفٍ من نموذج محافظة دير الزور التي انتزعها التنظيم من فصائل الثوار بتكيتك عسكري منظم، وهبَّةُ الثوار الآنَ في هذا الوقت قطعتْ على تنظيم الدولة قطعا باتا، استنساخَ نموذج محافظةِ دير الزور، والتي لو حصلتْ فسيكون النظامُ أبرز المستفيدينَ على الصعيدِ الدولي لحشد الغرب ضد مناطق خارجةٍ عن سيطرتِه بذريعة محاربةِ الإرهاب، وبالتالي يكون الأسد الرابحَ الأكبر في معركةٍ لم يدخل فيها.