طوال الفترات الماضية كنا نتابع عن كثب ونرصد تطور الأوضاع القانونية للسوريين في تركيا.. وأصدرنا - كتجمع للمحامين السوريين الأحرار – ثلاث كتيبات – والكتيب الرابع قيد الطبع – تتناول أبرز المسائل القانونية التي تعني السوريين في تركيا أو هم على تماس يومي بشأنها، وذلك تسهيلاً لهم في فهم الحدود المعقولة نسبياً من حقوقهم وواجباتهم القانونية في البلد المضيف.
ومن باب الأمانة كنا دائماً من القائلين إن أوضاع السوريين على نحو عام في تركيا وضمن المحددات القانونية للدولة التركية والتزاماتها بالاتفاقيات الدولية ذات الشأن، هي بمستوى الخمس نجوم قياساً بأوضاعهم في كل من لبنان والأردن ومصر والعراق بالرغم من الأمر لا يخلو كما العادة من معوقات وعقبات وروتين وتضارب أحياناً في التعليمات والقرارات كنا دائماً نضعها على طاولة البحث مع الجهات الرسمية التركية فتلقى بعض الاستجابة أحياناً وكثيراً من التجاهل أحياناً أخرى.
الآن ومع تواتر الحديث عن تجنيس – سوريين – في تركيا وارتفاع وتيرة المواقف المجتمعية والسياسية المعارضة لتلك الخطوة والتي عبرت عن نفسها بكثير من المقالات الصحفية وإطلاق "الهاشتاغات" على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تشي بمواقف معارضة – وأحياناً متشنجة – تجاه تلك الخطوة فإننا نرى لزاماً علينا تسليط الضوء على حقائق بالأرقام عما ينفقه اللاجئون السوريون سنوياً في تركيا بما يوضح أن السوريين لم يكونوا خلال السنوات المنصرمة – ولن يكونوا في المستقبل – عبئاً على المجتمع التركي.
يقيم وفق الإحصائيات الحكومية التركية 2,750.000 مليونين وسبعمائة وخمسون ألف سوري في تركيا ،250,000 مئتان وخمسون ألفاً منهم في المخيمات التي أقامتها وترعاها الحكومة التركية.. وهذا يعني أن 2,500,000 مليونين وخمسمائة ألف يقيمون خارج المخيمات أي على نفقتهم الخاصة ولو افترضنا أن متوسط عدد أفراد العائلة الواحدة هو 5 خمس أفراد فهذا يعني أن من يقيم خارج المخيمات هم 500,000 خمسمائة ألف عائلة وبالتالي دعونا نحسب مجموع الانفاقات التي تنفقها تلك العوائل كل سنة على أساسيات عيشها في تركيا.
- بدل إيجارات مساكن:
500000 أسرة × 700 ليرة متوسط الايجار × 12 شهر = 4200000000 أربع مليارات ومئتي مليون ليرة تركية بدلات إيجار مساكن سنوياً.
- نفقات كهرباء:
500000 أسرة × 75 ليرة متوسط فاتورة الكهرباء × 12 شهر = 450000000 أربعمائة وخمسون مليون ليرة تركية انفاقات كهرباء سنوياً.
- نفقات فواتير الماء:
500000 أسرة × 40 ليرة متوسط فاتورة الماء شهرياً × 12 شهر = 240000000 مئتان وأربعون مليون ليرة تركية انفاقات الماء سنوياً.
- نفقات الانترنت:
500000 أسرة × 50 ليرة متوسط فاتورة النت شهرياً × 12 شهر = 300000000 ثلاثمائة مليون ليرة تركي متوسط انفاقات السوريين على الانترنت سنوياً.
- طعام وتسوق:
500000 عائلة ×1000 ليرة متوسط انفاق العائلة شهرياً للطعام × 12 شهر = 6000000000 ستة مليارات ليرة تركية سنوياً قيمة طعام.
- تنقل:
500000 عائلة × 50 ليرة متوسط شهري للعائلة × 12 شهر = 300000000 ثلاثمائة مليون ليرة تركية نفقات تنقل فقط .
- رصيد موبايل:
( بفرضية أن العائلة الواحدة لديها 2 موبايل فقط )
500000عائلة × 2 موبايل = 1000000 مليون موبايل 1000000موبايل × 25 ليرة شهرياً × 12 شهر = 300000000 ثلاثمائة مليون ليرة تركية متوسط انفاقات السوريين على رصيد الموبايل في تركيا.
- وقود سيارات ( بفرض موجود مئة ألف سيارة فقط )
100000 سيارة × 200 ليرة الحد الأدنى شهرياً × 12 شهر = 240000000 مئتان وأربعون مليون ليرة تركية قيمة وقود سيارات بالحدود الدنيا.
- تأمين سيارات:
( بفرض وجود مئة ألف سيارة كما أسلفنا )
100000 سيارة × 1000 ليرة متوسط قيمة التأمين السنوي = 100000000مئة مليون ليرة تركية قيمة تأمين السيارات.
- تأمين صحي لحملة الإقامات السياحية
(بفرض أن عدد حاملي تلك الإقامة هم - 500000 خمسمائة ألف شخص فقط)
500000 شخص × 1000 ليرة متوسط قيمة التأمين الصحي = 500000000 خمسمائة مليون ليرة تركي قيمة تأمين صحي لحملة الاقامات السياحية.
لو راجعنا وجمعنا تلك الأرقام لبلغت 12630000000 اثنى عشر مليار وستمائة وثلاثون مليون ليرة تركي سنوياً وهي تعادل 4355172413 دولار، أربع مليارات وثلاثمائة وخمس وخمسون مليون ومئة واثنين وسبعين واربعمائة وثلاثة عشرة دولاراً سنوياً، بفرض أن سعر الدولار هو 2.90 .
طبعاً، واضح مما تقدم أنني احتسبت الانفاقات الأساسية فقط للأسرة وبالحدود الدنيا وتجاهلت الكثير مما يمكن احتسابه (كالسفر بالطائرات السياحة الانفاقات الاستهلاكية ( لباس – مطاعم – مقاهي ..... الخ ) ولو أضفنا على الرقم أعلاه ما يرد الى المنظمات السورية المرخصة في تركيا من تمويلات وهي كلها تدخل البنوك التركية وهي لا تقل عن 150 مليون دولار بالحد الأدنى سنوياً ينفق معظمها في تركيا عدا عن الشركات والتراخيص والضرائب، لتبين معنا أن السوريون في تركيا ينفقون سنوياً أكثر من 5000000000 خمسة مليارات دولار سنوياً، وهو رقم ليس بالقليل - وهو أضعاف ما تنفقه الحكومة التركية على اللاجئين في المخيمات - خصوصاً أنه يضخ في السوق ويستهلك بشكل مباشر ومتجدد مع ما يخلقه ذلك من حركة اقتصادية وفرص عمل للكثير من القطاعات والمؤسسات والأفراد الأتراك.
ما أردت الوصول إليه من تلك السطور هو أنه لا يوجد أي مبرر لدى أولئك الغوغاء الممتعضين والمعترضين على وجود السوريين في تركيا واستطراداً تجنيس بعضهم، وعليهم أن يدركوا تلك الحقائق وأننا لسنا عبئاً على أحد دون أن ننكر على الشعب التركي وحكومته فضل قبول تواجدنا على أرضهم.
اقرأ المزيد
