الثلاثاء 2018/06/26

نفط “المنطقة المحايدة”.. الجمر تحت الرماد

يوم السبت الماضي قال وزير النفط السعودي "خالد الفالح" إن محادثات تجري مع الكويت بشأن استئناف إنتاج النفط في "المنطقة المحايدة"، على أمل التوصّل إلى اتفاق في المستقبل.

"المنطقة المحايدة" تحوي حقول نفط غنية أكبرها بئرا "الخفجي والوفرة"، ويتراوح إنتاجها بين 500 و 600 ألف برميل يومياً، مناصفة بين الدولتين، قبل إغلاق تلك الحقول بين عامي 2014 و 2015 لأسباب قالت حكومتا البلدين إنها "بيئية وتشغيلية"، بينما كان وزير النفط الكويتي الأسبق "علي العمير" قد أكد أن أزمة توقف إنتاج النفط في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت ليست أزمة فنية فقط، بل "أزمة سياسية".

تصريح وزير النفط السعودي أعاد إلى الواجهة الخلاف السعودي الكويتي حول "معاهدة العقير" عام 1922، التي رسمت حدود البلدين وأقرّت استخراج النفط بينهما مناصفة، فيما يعده الكويتيون تعدياً سعودياً تاريخياً على حدودهم، ولا سيما أن بريطانيا هي من وقعت الاتفاقية بالنيابة عنهم.

نشطاء وباحثون كويتيون قابلوا تصريحات "الفالح" بغضب وتنديد، واتهموا السعودية بالسعي للسيطرة على ثروات أراض كويتية. إذ طالب رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية "سامي الفرج" الحكومة الكويتية باللجوء إلى القضاء الدولي، للتظلم من اتفاقية العقير، التي أتاحت للسعودية السيطرة على المنطقة التي تسمى اليوم محايدة، معتبراً أن الاتفاقية تنازلت عن "أراض تاريخية" و"مجال العيش الحيوي" للكويت، وسببت خطراً على أمنها الوطني.

وفي تغريدة أخرى طالب "الفرج" بمشاركة تغريدته من قبل الكويتييتن " حتى يعرف من يريد "يلوي ذراعنا" أن حكومة الكويت يدعمها شعب واعي يؤمن بها ويعرف ما تدافع عنه من حقوق تاريخية لنا".

وفي إشارة إلى سيناريو مواجهة قادمة لم يتحدث رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية عن تفاصيلها قال مخاطباً أحد متابعيه على تويتر "..وسوف ترون وتسمعون العجب قريباً".

أما الناشط الكويتي "صالح بن زيد" فشنّ هجوماً لاذعاً على حكام السعودية، قائلاً إن " الكيل فاض على إجرام السعودية وابتزازها".وعبر عدة تغريدات في موقع تويتر قال "بن زيد" إن السعودية "بدأت تلوي ذراع الكويت وتُريد التفاوض على المنطقه المقسومة بعد حسمها منذ عام 1922 باتفاقية العقير الظالمة السعودية التي أضرت بالكويت ضرراً بالغاً بخسارتها أكثر من 10 مليارات بسبب توقيفها حقول الخفجي والوفره.. تريد حلب الكويت مُجدداً!".

وأضاف الناشط الكويتي أن "وزير البترول السعودي يُصرّح بما لم يصرح به هتلر وموسوليني وبسمارك، وبعدهم صدام، النظام السعودي لا يختلف عن صدام بزحفه المبرمج على دول الخليج العربي".

وفي تغريدة أخرى قال "بن زيد" : النظام الملوث بالباطل على الدوام والمغتصب لأراضي وخيرات الجار نظام آيل للسقوط طال الدهر أم قصر"

الجدير بالذكر أن الحكومة الكويتية تحاول "تبريد الأجواء الساخنة" لدى المواطنين الكويتيين عبر "استنكار محاولات بعض الجهات الإساءة إلى العلاقة مع السعودية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أكد "أنس الصالح" نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية أمس الاثنين "عمق العلاقات التاريخية" التي تربطها بالسعودية. وأشار إلى أن "البلدين الشقيقين في هذا الإطار يؤكدان احترامهما لكل المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية المبرمة بينهما".

ورغم التصريحات الرسمية الكويتية إلا أن مراقبين يؤكدون وجود "أزمة ثقة متجذرة" لدى حكام الكويت من الرياض، وخلافات تجري عادة خلف "الأبواب المغلقة" في مسعى كويتي لعدم التصعيد مع "الجارة الكبرى". غير أن آراء الشارع السعودي تظهر عادة ما لا يظهر في تصريحات المسؤولين الرسمية.