الأحد 2017/07/30

من سرق نصر الفلسطينيين على الاحتلال؟!

شكل انتصار الفلسطينيين على محاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة فرض سيادته على المقدسات الدينية داخل المسجد الأقصى من خلال نصب بوابات إلكترونية على مداخل المسجد في منتصف تموز الجاري، أكبر دليل عملي وواقعي على أن القدس فيها قومٌ جبارون قادرون على رد صيال الاحتلال وإجباره على التراجع عن أي خطوة تمكنه من الهيمنة على المقدسات الدينية.

اللافت في ما جرى داخل المسجد الأقصى مؤخراً أن المقدسيين أثبتوا أن إرادتهم تعلو على كل الصفقات المبرمة من فوق الطاولة أومن تحتها، ولا سيّما بعد إقرار نتنياهو بالهزيمة التي مني بها أمام صمود الفلسطينيين، وإلقائه اللوم في ذلك على جهاز الأمن العام الإسرائيلي.

لكن نحن العرب المراقبين لما يجري داخل المسجد الأقصى بوصفه أحد مقدسات المسلمين كنا ننظر إلى ما يجري هناك بوضعية عين الصقر، لثقتنا أولاً بقدرة الفلسطينيين على كسر غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، وتأكدنا أن قادة الأمة العربية والإسلامية لن يغّيروا ساكناً، لأنهم غارقون إما في مشاكل بلادهم الداخلية، أو سارحون في رحلات الاستجمام على شاطئ بحر ما، اللهم إلا من رحم ربي.

كان قرار الاحتلال في 25 تموز الجاري، بإزالة البوابات الإلكترونية عند مداخل المسجد الأقصى، نتيجة الضغط الشعبي الفلسطيني، متوقعاً، وخاصة أن الاحتلال أخذت ترتعد فرائصه من تفجر انتفاضة جديدة، إن لم يتراجع عن خطوته المستحدثة في الأقصى.

أمام ما حصل في الأقصى فجّر الإعلام السعودي المفاجأة الكبرى التي قذفها أمام الرأي العام العربي والإسلامي، في محاولة منه ركوب موجة نصر الفلسطينيين، بإعلانه تدخل العاهل سلمان بن عبد العزيز لإقناع الاحتلال إسرائيلي بإزالة البوابات الإلكترونية، ونجاحه في ذلك من مدينة طنجة المغربية التي يقضي فيها إجازته الخاصة للعام الثالث على التوالي بالمدينة الملقبة بعروس الشمال.

كذبُ الإعلام السعودي لاقى استهجاناً فلسطينياً، قبل غيرهم من العرب، حيث  جاء الرد على العاهل السعودي أولاً من المرابطين الفلسطينيين على أبواب المسجد الاقصى مرددين بهتافات ضد الملك السعودي بقولهم: "يسقط يسقط آل سعود.. يسقط يسقط آل سعود".

صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية ذات التوجهات اليمينية، نسفت مزاعم تدخل العاهل السعودي لإقناع إسرائيل بإزالة البوابات الإلكترونية، وكشفت أن الرياض كانت أكثر العواصم العربية التي "أبدت تفهما لقيام إسرائيل بنصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، على اعتبار أن ذلك تفرضه الإجراءات الأمنية في المكان".

ما كشفته الصحيفة الإسرائيلية يضعنا أمام محاولة سرقة نصر الفلسطينيين الذي كسبوه بدمائهم وإصرارهم على مواجهة العنجهية الإسرائيلية بحق مقدساتهم، وبالتالي أصبحنا أمام نظرية جديدة تسمى "الاستجمام وحل المشاكل العربية " تعود حقوق ملكيتها الحصري للعاهل السعودي !