الأحد 2015/12/27

معركة كسر العظم في دير الزور… والمدنيون الضحايا

تحظى محافظة دير الزور بأهمية كبيرة لدى تنظيم الدولة ، وذلك لغناها بالنفط والغاز وكونها صلة الوصل بين المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق .

يسيطر التنظيم على نحو 90% من المحافظة مقابل 10% يسيطر عليها نظام الأسد وهي أحياء الجورة والقصور بالكامل بالإضافة لأقسام من أحياء الموظفين والجبيلة في الجهة الغربية للمدينة وعلى المطار العسكري وحي هرابش من الجهة الشرقية .

وتعتبر مناطق سيطرة النظام والتي يحكم التنظيم الحصار عليها بالكامل نقطة ضعف بالنسبة للتنظيم فهي تقع بقلب مناطق سيطرته والخطر الأكبر يأتي من المطار العسكري الذي يمد النظام بالغذاء والرجال والسلاح .

بدأ تنظيم الدولة معركة جديدة بدير الزور للسيطرة على ما تبقى من المناطق التي ما يزال النظام يسيطر عليها وهي معركة سبقتها الكثير من المعارك الفاشلة التي أخفق خلالها بتحقيق مراده بالرغم من الزخم الكبير الذي يدفع به من مقاتلين وسلاح ثقيل وسيارات ملغمة .

ولكن تبدو تلك المعركة مختلفة عن سابقاتها كونها تأتي في ظروف استثنائية يمر بها التنظيم بعد أن تحول من الهجوم إلى الدفاع وبدأ يخسر مناطق مهمة كان قد سيطر عليها سابقاً كبلدة الهول المهمة في الحسكة وسد تشرين بحلب وسنجار وأجزاء من الرمادي في العراق .

يضاف إلى ذلك الاستعدادات التي تقوم بها ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية لشن هجوم واسع على الرقة، تلك القوات المدعومة أمريكياً والتي كانت قد أخرجت التنظيم من عين العرب ( كوباني ) ومن تل أبيض .

وبسبب كل تلك المتغيرات يبدو أن التنظيم بدأ يعيد حساباته فإن حصل ما يخشاه واضطر للانسحاب من الرقة وربما الشدادي فلا يمكن أن يتنازل عن دير الزور مهما كلفه ذلك، ولكي يتمكن من الحفاظ عليها بدأ بمعركته الأخيرة لإخراج النظام من المناطق التي يسيطر عليها ليحرز تقدما بحيي الصناعة والرصافة وبقرية الجفرة وجبال ثردة المحاذيتين للمطار العسكري.

إذاً هي معركة كسر العظم بين النظام والتنظيم فهل سيحقق الأخير مراده هذه المرة بوجود دوافع كثيرة لذلك، أم سيتمكن النظام من الصمود والبقاء كعقبة ونقطة ضعف في قلب مناطق التنظيم، هذا ما ستثبته الأيام القادمة من المعارك المحتدمة هناك .

ويبقى المدنيون هم من يدفعون الثمن والفاتورة الأكبر سواءٌ في مناطق التنظيم التي تباد كل يوم بسياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها النظام والروس فيموت أهلها قصفاً ، أو في مناطق سيطرة النظام التي يعاني أهلها من الحصار والنقص في كل مقومات الحياة فيموتون جوعاً .