الخميس 2016/05/05

مرشحا الانتخابات الرئاسية الأمريكية هما الأقل شعبية في تاريخ أميركا

أحرز المرشح الجمهوري الأوفر حظاً دونالد ترامب فوزا نوعيا في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في ولاية إنديانا، مبددا بذلك محاولات المؤسسة التقليدية في الحزب الإطاحة به من خلال وضع ثقلها وراء مرشحين آخرين، وتشكيل تكتلات داخل الحزب ضده وإطلاق حملة "لن نقبل بترامب أبدا"، مقتربا بذلك بقوة من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في تشرين ثاني المقبل.

وأصاب فوزه المدوي المراقبين السياسيين بحالة من الذهول حين أعلنت قنوات التلفزيون الأميركية فوزه على السيناتور من ولاية تكساس تيد كروز، وحاكم ولاية أوهايو جون كسيش، حال غلق آخر مكاتب التصويت في هذه الولاية الصناعية، مما دفع كروز بتعليق حملته.

وحسب النتائج الأخيرة فقد حصل ترامب، الملياردير الشعبوي، على أكثر من (53 بالمئة) من الأصوات، فيما حصل كروز على (36 بالمئة) وكسيش (10 بالمئة) في فوزه السابع على التوالي في الانتخابات التمهيدية، مما جعل مؤسسة الحزب تستلم لهذا الواقع بعد أن تبين أن لا شيء سيوقف تقدمه رغم كل المحاولات.

ولكن ترامب لم يحصل بعد على أغلبية 1237 مندوبا اللازمة لترشيحه بلا منازع في الاقتراع الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري يوم 18 تموز المقبل، ولكن احتمال حصوله على هذه الأغلبية بحلول آخر جولات الانتخابات التمهيدية 7 حزيران تعززت كثيرا بعد فوزه في ولاية إنديانا؛ وتمكنه حتى هذه اللحظة من أن يضمن 1004 مندوب مقابل أقل من نصف هذا الرقم لأقرب منافسيه.

وأعلن كروز في كلمة ألقاها في ولاية إنديانا، بعد هزيمته أمام ترامب"لقد بذلنا كل جهدنا، لكن الناخبين اختاروا طريقا آخر. وبغصة لكن مع تفاؤل لا حدود له بمستقبل بلادنا، نعلق حملتنا"، فيما أعلن المرشح الثالث جون كيسش الذي حصل على 10 بالمئة فقط أنه لن ينسحب "حتى يحصل ترامب على الرقم السحري 1237 مندوب".

وقد اضطر رئيس الحزب الجمهوري الأميركي رينسي بريبوس إثر فوز ترامب لتزكية الترشح المرتقب لترامب للانتخابات الرئاسية، وإن كان على مضد، ودعا معسكره للاصطفاف خلف ترامب في مواجهة الديمقراطيين.

وكتب بريبوس (رئيس الحزب) في تغريدة بعيد الفوز الجديد لترامب في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في ولاية إنديانا، وانسحاب أبرز منافسيه تيد كروز، إن "دونالد ترامب سيكون المرشح المحتمل للحزب، علينا جميعا أن نتحد ونركز على هزم هيلاري كلينتون".

ديمقراطيا، فاز السناتور الاشتراكي المعروف بتأييده لحقوق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بيرني ساندرز بالانتخابات التمهيدية للحزب (الديمقراطي) في ولاية إنديانا، متفوقا على منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، بنسبة 53 في المئة مقابل 47 لكلينتون.

لكن الأخيرة لا تزال تحتفظ بتقدم مريح للفوز بترشيح الحزب لخوض سباق الرئاسة يوم 8 تشرين الثاني المقبل، حيث تكون كلينتون قد جمعت حتى الآن 2215 مندوبا مقابل 1442 لساندرز.

وتشير آخر استطلاعات الرأي بما فيها استطلاع شبكة إن.بي.سي واستطلاع مركز بيو أن المرشحين المحتملين، الجمهوري دونالد ترامب بأسلوبه الفج وعدم تمكنه من الكفاءات الرئاسية واستخدامه لخطاب عنصري، والديمقراطية هيلاري كلينتون التي لا تحظى بثقة الناخبين في الانتخابات العامة، هما الأقل محبة وشعبية بين أوساط الناخبين في تاريخ الولايات المتحدة حيث يراوح كلاهما دون نقطة الـ40 بالمئة من المحبة والشعبية، واضعين الناخب الأميركي أمام اختيار بين السيئ والأقل سوءا.