الثلاثاء 2018/03/20

لماذا هوّلت “ب ي د” من مزاعم عمليات السرقة في عفرين ؟

مما لا شك فيه أن ما حدث في عفرين مؤخراً بعد سيطرة الجيش الحر مدعوماً بالجيش التركي على مركز المدينة من عمليات سرقة "محدودة" آلمَ العديدَ من السوريين الراغبين بمستقبل بعيدٍ عن الماضي الذي عاشوه في ظل حكم نظام الأسد، حيث كانتْ تسودُ السرقة والنصب والرشوة في عمق مؤسسات الدولة، وبعد الثورة السورية كان شبيحة نظام الأسد كالجراد؛ لا يخرجون من قرية أو مدينة بعد استباحتها حتى تصبح منازلها خاوية على عروشها بعد أن يتم نهب وسلب جميع ممتلكات الأهالي.

لستُ هنا لأبرّرَ ما حصل من عمليات سرقة في عفرين، لكني أنتقد الطريقة التي تعاطت بها الكثير من الوسائل الإعلامية المحسوبة على الثورة السورية والناشطين الذين انجروا بطريقة أو بأخرى إلى الراوية المليشوية التي تقول إن من جاء إلى عفرين جاء بهدف سرقة ممتلكات الأهالي والسطو على منازلهم وتعفيشها ، متجاهلين تماماً أن من قام بالسرقة هم عناصر يُعدَون على الأصابع، أي إنَّ من شارك في قوات غصن الزيتون المقدر عددهم بعشرات الآلاف بعيدون تماماً عما جرى، وهم في الأصل مستنكرون لتلك الحادثة التي لاقت في وقت لاحق إجراءات من قبل قادة الجيش الحر بهدف معاقبة الفاعلين.

إذاً من الخطأ تهويل ما جرى بعفرين على أنه عمليات سرقة كبيرة، فالواضح أن هدف تلك المزاعم تشويه صورة الجيش السوري الحر فضلاً عن التركي، بعد نجاحهما بالسيطرة على مركز مدينة عفرين بأقل الخسائر البشرية والمادية والتي لا تعدل 1% من الخسائر التي لحقت بالمناطق التي احتلتها المليشيات الكردية في سوريا بعد السيطرة عليها بدعم من قوات التحالف الدولي، فمدينة الرقة على سبيل المثال خرجت بعد الحرب كأنها منتهية من حرب عالمية جديدة نظراً لما تعرضت له من قصف ممنهج أحرقَ البنية التحتية وأعاد المدينة عقوداً إلى الوراء ، فضلاً عن النهب والسلب الذي نفذه عناصر المليشيات الكردية بعد تهجير أهالي المدينة، وكما قلتُ فإن الرقة مثال واحد من عشرات الأمثلة التي تثبت عمليات التدمير والتشليح للمليشيات الكردية، لكننا لسنا في وارد الحديث عنها جميعاً هنا، ويكفي نقرُ عدةِ أزرار والبحث على وسائل التواصل لتجد قائمة غير منتهية لعمليات سرقة يقوم بها عناصر المليشيات الانفصالية.

لا شك أن هول الصدمة لدى المليشيات الكردية من خسارتها أحد أهم معاقلها في سوريا في وقت سريع رغم ما كان يجري الحديث عن وجود "قنديل جديد" يصعب السيطرة عليه سريعاً كان هو الدافع لدى المليشيات لصرف الأنظار عن أكبر نكسة تتعرض لها المليشيات الكردية منذ اندلاع الثورة السورية فلجأت إلى نشر تلك الأكاذيب والتهويل منها خصوصاً البوق الناطق باسمها وهو ما يُسمى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" والذي كُشِفَ مؤخراً أن لديه موظفين يعملون في إيران وذلك بعد ما اُعتبر "سقطة" تمثلت بنشر مقطع فيديو يظهر فيه أن مكان النشر من إحدى المدن الإيرانية، وكان المحتوى يتحدث عن نفس الموضوع أي عن السرقات التي يقوم بها الجيش الحر في عفرين، والذين لم يأل المرصد جهداً منذ انطلاق غصن الزيتون في نشر الأكاذيب عنهم وتسويق كذبة القتل ضد أهالي عفرين.