الأثنين 2018/06/25

كيف تعامل الإعلام الإماراتي السعودي مع الانتخابات التركية ؟

بينما كان الملايين في داخل تركيا وخارجها يتابع عملية فرز أصوات الناخبين في تركيا بشغف بعد انتهاء عملية التصويت كانت وسائل الإعلام الرسمية التابعة لحكومات ابن زايد وابن سلمان تتبع نهجاً آخر بعد أن تلقت صفعة قوية عقب بدء فرز الأصوات واتضاح تقدم أردوغان وحزب العدالة والتنمية، فيما اعتبر خيبة أمل لدى الحلف السعودي الإماراتي بعد البذخ في الأموال التي هدرها لإسقاط أردوغان وفق ما كشفت العديد من التقارير في تركيا.

في وقت يفترض أن تهتم قناة مثل "العربية وفرعها الحدث وسكاي نيوز" التي تسوق نفسها على أنها قناة متصدرة للقنوات العربية وتحاول أن تنافس قناة الجزيرة (وهي عن هذا ببعيد) في وقت يفترض أن تتابع ما يحصل في أكبر حدث شغل اهتمام الجميع كانت تلك القنوات تغردُ خارجَ السرب وتنشر أخباراً وتقارير عن موضة السياحة وتقديم نصائح مطولة للسفر إضافة إلى احتفائها بما تراه حدثاً مجلجلاً وتاريخياً وهو بدء قيادة المرأة للسيارة في السعودية في محاولة لتهميش الحدث التركي وانتخاباته الحاسمة، فهو حل رابعاً في إحدى النشرات المسائية في إحدى تلك القنوات، إذ جاء عقب ملفي سوريا واليمن ثم ملف العراق حول الانتخابات البرلمانية التي مر عليها أكثر من شهر ! ، ولم يكن العنوان الأبرز في الحدث التركي لتقدم أردوغان بقدر ما كان لتسويق رؤية المعارضة بوقوع تزوير في الانتخابات.

بدت تلك القنوات السعودية الإماراتية إضافة لوسائل إعلام مصرية محسوبة على السيسي وكأنها معارضة للرئيس التركي أشد من أحزاب المعارضة التركية نفسها بجميع فروعها، فهي حاولت الإيحاء بوقوع تزوير في الانتخابات واستضافت محللين منحتهم الإسهاب في الحديث ضد أردوغان وانتقاده وانتقاد الانتخابات التركية وتصوير أردوغان بالرجل القعمي بعد إقرار النظام الرئاسي وتوجه الدولة التركية نحو النظام الاستبدادي، في وقت يغفل فيه هؤلاء أن مشهداً انتخابياً نادراً كهذا لم تره السعودية والإمارات من قبل ولم يحصل بهذا المستوى الكثيف حتى في الدول الغربية التي سعت بعض منها كذلك إلى إسقاط أردوغان.

في واقع الحال لم يكن النهج الخطابي لدى تلك القنوات ومحاولتها التأثير على المشاهد العربي مفاجئة، فحكوماتها حاولت قبل الانتخابات التأثير على الناخب التركي ضد أردوغان من خلال محاولتهم ضرب الاقتصاد وإضعاف الليرة التركية وضرب السياحة من خلال المزاعم بأن الأتراك يكرهون العرب ويستغلونهم في موسم السياحة، كما يُسجل قبلَ نحو عامين حينما سقط أردوغان على شاشات الإعلام السعودي الإماراتي وخاصة قناة سكاي نيوز الذي ادعت أنه طلب اللجوء في ألمانيا، ثم عادت إحدى المذيعات في تلك القنوات لتقول بزلة لسان تعبر عما في داخلها "للأسف فشل الانقلاب" !!

خيبة أمل الإمارات والسعودية بدت حاضرة بشدة لدى المغردين العرب في وسائل التواصل الاجتماعي حينما أشاروا إلى وقوع خسارة في الحلف السعودي الإماراتي الإسرائيلي بعد فوز أردوغان خاصة بعد أن صرفوا أموالاً كثيرة لخسارته.

وكتب أحد المغردين:

"هاردلك ابن زايد

هاردلك ابن سلمان

حالكم اليوم ليس باحسن حال من المنتخبات العربية في المونديال

الاموال التي صرفت في الباي باي واردوغان اقوى بكثير مما كان"

كما علق حساب آخر:

"تقبل التعازي في بيت ابن زايد وابن سلمان والسيسي.... ملاحظة : لو عاوز تيجي تعزي فبيت السيسي يا ريت تجيب معاك أكلك معاك لانو معندوش غير ميّا بس"

وكتب آخر:

"بعد فوز اردوغان سوف يرتمي ابن زايد وابن سلمان في حضن إسرائيل أكثر وأكثر، سوف يتم التسريع في عمل تحالف صهيوعربي (عربي اسرائيل متصهينيين ) لتنفيذ صفقة القرن.

كما حملت بعض التغريدات انتقادا لما جرى في مصر بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وما جره من أزمات أثقلت كاهل المواطن المصري.

حيث كتب أحدهم:

"كان لنا أمل في أن تصبح مصر مثل تركيا بعد الثورة ولكن الشعب المصري خدع بجنرالات العسكر وظن انهم سيجلبون الخير للبلاد...كل من أيد العسكر يوما اصبح اليوم يعض أصابعه ندماً وهو يرى الشعب التركي يمارس حقه الديمقراطي و ينقل بلاده لتناطح كبار الدول".