السبت 2017/08/05

قريبا في السعودية “جزر البكيني والخمور”.. هذه تطلعات بن سلمان !

مع صعود نجم ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان الذي ينظر إليه كرجل "ليبرالي منفتح" بدأت الكثير من التساؤلات تُطرح حول مستقبل المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين وحجاج بيت الله الحرام، عما إذا كان الملك القادم سيحطم جميع ما عرف عن المملكة من الثقافات والعادات والتقاليد المحافظة ويغرقها في مستنقعات الثقافة الغربية الانحلالية.

مشروع منتجعات البحر الأحمر ضمن رؤية بن سلمان وتطلعاته لما يعرف بالعام 2030 كان مثاراً للجدل، ولفت الأنظار بشكل كبير حول الوجهة التي سيقود بها هذا الرجل المملكة، فالمشروع الذي سيوضع حجرُ الأساس له عام 2019 سيسعى لوضع السعودية على خارطة السياحة العالمية بهدف جعل السياحة مصدراً للدخل، من خلال تحويل 50 جزيرة إلى منتجعات سياحية، واللافت أن هذا المشروع سيتم تمويله من صندوق الاستثمار العام، وسيكون مستقلاً عن قوانين السعودية بحيث يكون موافقاً لمعايير السياحة العالمية، وذلك يعني أن على المملكة أن تتخلى عن التقاليد المحافظة تخلياً جذرياً تاماً، فلا يحق لها منع تبرج النساء وارتدائهن أي لباس على تلك الشواطئ كالبكيني أو حتى ما دونه مما يظهر المرأة شبه عارية، ولا يحق لأحدٍ أيضًا منع الاختلاط أو منع شرب الخمر، بل سيكون على السعودية تأسيس ملاهٍ ليلية ومسابح وشواطئ يجتمع فيها الرجال والنساء على حد سواء، وتكوين صورة شواطئ مشابهة لشواطئ الغرب، ما يعني انقلاباً مجتمعياً أخلاقياً لم تشهده السعودية مطلقاً وتحول الحكومة السعودية من إسلامية "ذات فكر سلفي" إلى "علمانية ليبرالية" بحتة، ولعل هذا التحول قد بدأ فعلاً اليوم بعد إخلاء سبيل فتاة سعودية ارتدت ملابس فاضحة داخل إحدى القرى، ونشرت صورها على الإنترنت، وليكون بهذا كلام السفير الإماراتي في محله حينما تحدث بلسان السعوديين قائلا إن دول حصار قطر تسعى لأن تتحول إلى دول علمانية في غضون 10 سنوات.

الإعلام الغربي تفاعل مع مشروع بن سلمان بشكل كبير وأخذ حيزاً في أشهر الصحف، كصحيفة "التايمز البريطانية" التي أكدت أن إطلاق هذا المشروع سيكسر التقاليد الدينية الصارمة في السعودية، حيث سيسمح للنساء بأخذ حمامات الشمس وهن يرتدين لباس السباحة “البكيني”، جنباً إلى جنب مع الرجال، معتبرة أن المشروع يدل على أن البلاد آخذةٌ في الانفتاح رويداً رويداً، في ظل تشجيع شخصيات وصفتها بالنافذة مثل ولي العهد على التغيير التدريجي.

"ديلي تليجراف" البريطانية نشرت تقريراً كذلك حول المنتجع بعنوان "السعودية تفتتح منتجعاً سياحياً يسمح للسيدات بارتداء البكيني"، موضحة أن هذا المشروع يأتي في إطار خطة ولي العهد لتطوير اقتصاد المملكة.

وبغض النظر عن التوقعات بفشل هذا المشروع أو نجاحه، إلا ان هذا الرجل الذي سيُقال له في وقت لاحق "خادم الحرمين الشريفين"، يسعى جاهداً لتكوين صورة لم تعهد في عهد أسلافه بهدف كسب ود الغرب أكثر واسترضائهم حتى لو كان على حساب التهاون بشعائر المسلمين المقدسة، وما يثير الدهشة حالة انحراف فكر هذا الرجل عما يخدم المسلمين وتركيزه عما يخدم غيرهم، فمن يرغب بالمجيء إلى تلك المنتجعات والشاليهات قد سقطت عنه تأشيرة الدخول إلى المملكة، لكن من يرغب أن يحج أو يعتمر تلزمه التأشيرة وعليه أن يتحمل كل النفقات المترتبة حول ذلك، لا تهاون في هذا الأمر على الإطلاق شأنه شأن الوافدين في المملكة الذين باتوا يتكبدون أموالاً ضخمة لقاء إقامتهم أو زيارتهم ولا سيما بعد القرارات الأخيرة.

بشكل أو بآخر ستقسم أرض المملكة في عهد بن سلمان إلى شطرين؛ الأول قبلة للمسلمين ومكان للحج وأداء الشعائر المقدسة ودور طلب العلم وارتداء العباءة والنقاب وشرب ماء زمزم، والشطر الثاني قبلة لهواة الاستجمام على الشواطئ وأصحاب الهوى ودور المراقص والاختلاط بين الرجال والنساء وشرب الخمور وربما حتى افتتاح مطاعم تحتوي لحم الخنزير الذي يألفه الغربيون كثيراً.. لكن أبرز سؤال يطرح نفسه أمام تلك النقلة التي ستحدث في السعودية.. ماذا عن موقف كبار العلماء، وهل سيتحركون لكبح جماح بن سلمان من أجل الحفاظ على قداسة وطهارة تلك البلاد.. أم سيدعون له على المنابر باسم خادم الحرمين الشريفين !