الخميس 2016/03/03

في ذكرى أطفال درعا .. كلمات لا تزال تثمر

من على جدران الحرية سطعت شمس، طالت أشعتها بقاع الأرض السورية، لتقول ومن بين أنامل البراءة المغطاة بشعاع الأمل.. إنه آن أوان الانتفاض.

عيون تطلعت إلى معشوقتها وهي تراها تتربع على لسان الشعوب العربية، غير آبهة بالخوف، أزهرت وأثمرت في تونس ومصر وليبيا واليمن، وراحت تدغدغ جباه الشعب.. الصغير منهم قبل الكبير.

أطفال تطلعوا للحياة .. أصروا أن يكسروا القيود التي فُرِضت على آبائهم طوال أربعة عقود، ليشكِّلوا بكلماتهم خنجراً كان الطعنة الأولى في جثمان القهر والاستبداد.

من درعا.. طلّ نبراس الحرية، ليشكل منارة وقدوة لكل سوري حر، فكانت المجابهة بالنار والبارود.

بعد أيام تهلّ علينا ذكرى الثورة، حاملة معها كل الجراح والآلام التي أعيَتِ الشعبَ السوري، ولكن كل هذا لم يثنِ عزيمة السوريين، فعلى الرغم من كل الدمار والتشرد الذي عاناه وما زال يعانيه السوريون، إلا أنهم أثبتوا صمودهم وقدرتهم وصبرهم وسعيهم لمطلبهم، الذي خرج من رحم البراءة المعشقة بالأمل.

شعب غدا مثالاً للصبر والعنفوان، علّم وما زالَ يبرهن على أن الإرادة سيف لا يكسر مهما حصل، فمع تزامن الهدنة المزعومة لوقف إطلاق النار مع ذكرى الثورة السورية، خرج متحدياً براميل الموت الغادرة ، خرج في مظاهرات تنادي برحيل النظام وبتحدي الموت والاستبداد مؤكدين أن إرادة الشعوب لا تكسر مهما حصل .

فوحدها الإرادة من تكتب على سطور التاريخ عنوانا يُسجَل ويُقرأ على صفحات كل الشعوب لتقول للعالم بأسره بأن:

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة بالدم يدق.

هي كذلك.. وهي ستكون حرية الشعب السوري.