الأحد 2017/04/09

في خطوة لافتة .. “أحرار الشام” و”تحرير الشام” تدعوان “صحفيي العالم” إلى دخول المناطق المحررة وتتعهدان بالحماية

من يَعُد إلى الأشهر الأولى من اندلاع الثورة الشعبية في سوريا ضد نظام الأسد، يعرفْ جيداً الدور الذي قام به الإعلام في مجريات الأحداث هناك، ونقل صورة الوحشية التي واجهت بها أفرع الأسد الأمنية، المظاهرات السلمية.

ونرصد هنا نوعين من الإعلام: الأول هو الإعلام المحلي الذي اعتمد على ناشطين كانوا يقومون بتصوير التظاهرات ورفعها للقنوات الفضائية، والإعلام العربي والعالميّ الذي كانت بعضُ مؤسساته موجودة في سوريا عبر مراسلين ومكاتب رسمية.

وبعد انتقال الثورة السورية إلى مرحلة المواجهة المسلَّحة، بقي نوعا الإعلام السابقان مواكبين للأحداث من معارك واشتباكات، إلى مجازر وفظائع قوات الأسد في المناطق الخارجة عن سيطرته.

وشهد السوريون في أشهر الثورة الأولى وجود مراسلين عرب وعالميين موجودين في حمص ودير الزور وحلب وغيرها من المناطق المحررة، ينقلون لقنواتهم ما يجري على الأرض وتوثِّقُ عدساتِهم كل ما يحدث.

ومنذ منتصف العام ألفين وثلاثة عشر بدأت موجات الصحفيين الوافدين تقل بالتدريج، ويعود ذلك إلى عاملين رئيسيين:

الأول: الاستهداف الممنهج لقوات الأسد للمكاتب والكوادر الصحفية في المناطق المحررة، التي شهدت مقتل وإصابة مراسلين أجانب، أثبتت التقارير استهدافهم بشكل مباشر وعن سبق معرفة بوجودهم.

الثاني: عمليات الخطف التي تعرض لها بعضُ الصحفيين،ثم إطلاقهم بفدية، من قبل بعض الجماعات.

بعد ذلك اقتصر وجود المراسلين الوافدين على المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وتتهم هذه الجهات الإعلامية بارتكاب تضليلٍ مقصود لمجريات الأحداث ( بي بي سي و فرانس برس مثالاً على ذلك ).

وفي خطوة وصفت بالمهمة، دعت حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام الصحفيين العرب والغربيين إلى دخول سوريا، لينقلوا مشاهداتهم للعالم، وتعهّدت أحرار الشام بتوفير الأمن والحماية والدعم اللوجيستي للصحفيين الراغبين بذلك.

إعلان هذه الخطوة ورد في عدة تغريدات متزامنة أطلقها قياديون في الحركة والهيئة، طالبت الصحفيين بالدخول في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد لتغطية مجازره من جهة، وللوقوف على حقيقة ما تشهده تلك المناطق من جهة ثانية.

وقال كنان النحاس "أبو عزام الأنصاري"، عضو مجلس الشورى في أحرار الشام: "إننا في أحرار الشام نتعهد بحماية كل وسائل الإعلام الراغبة بدخول المناطق المحررة وتغطية حقيقة ما يجري داخلها من جرائم بحق الإنسانية".

وحمَّلَ النحاس مسؤولية غياب الإعلام العالمي عن تغطية الواقع في سوريا إلى فصائل "لم يسمِّها"، وأوضح أن "وزر غياب الإعلام الحر تتحمله كل الفصائل التي تاجرت بالصحفيين، والفصائل التي قصرت بتقديم الحماية لهم وتعاملت بسلبية مع هذا الملف الخطير".

ويأتي هذا التصريح في إشارة إلى "جبهة النصرة" ( جبهة فتح الشام حالياً )، المتهمة باختطاف صحفيين ثم إطلاقهم بفديات مالية كبيرة.

كما أكد الناطق الرسمي سابقاً باسم الحركة "أحمد قرة علي"، أن الحركة ستقدم الدعم اللوجيستي للصحفيين أثناء تنقلهم في المناطق السورية.

الشرعي في هيئة تحرير الشام، عبد الله المحيسني، دعا بدوره الصحفيين إلى دخول سوريا، مكرراً دعوةً سابقةً لقائد الهيئة "أبو جابر الشيخ" دعا فيها المؤسسات الإعلامية والصحفيين المستقلين، قائلاً "تفضلوا لزيارة المناطق المحررة؛ للاطلاع على حقيقة الوضع من أرض الحدث، واسمعوا منا، ولا تكتفوا بالسماع عنا، وانقلوا الصورة من دون تحريف أو تزييف، ووثقوا الإجرام اليومي الذي يمارسه النظام وأعوانه على شعبنا".