الثلاثاء 2018/01/30

سوتشي أو نحرق البلد

هذا هو الشعار الحقيقي الذي رفعه الروس قبيل عقد مؤتمرهم وليس "السلام للشعب السوري" كما طبعوه في الصور الموزعة على وسائل الإعلام.

"سوتشي أو نحرق البلد" كان هذا ما وضعه الروس أمام المعارضة في جولة فيينا للاختيار بين أحدهما، وبنفس المنطق الذي سار عليه النظام عندما حمّل المحتجين عليه أول أيام الثورة مسؤولية تدمير البلد، فعل الروس ذلك بعد سبع سنوات، وحمّل المعارضة مسؤولية "تدمير البلد" برفضهم المشاركة في سوتشي.

بدأ الروس تنفيذ تهديداتهم، وفيينا منعقدة لم تنته بعد، ليشكّل ذلك ضغطاً نفسياً زائداً على الرافضين من هيئة التفاوض، وليمنح الفرصة للذاهبين ليقولوا: "ألم نقل لكم"؟!

لم تكن طلبات هيئة التفاوض تعجيزية حتى يقابلها الروس بهذه العنجهية والوقاحة مع أنها معهودة فيهم، طلبت هيئة التفاوض أن يكون تشكيل اللجنة الدستورية من الطرفين المشاركين في مفاوضات جنيف، حسب القرار 2254، وليس من قطيع الغنم الذي ساقه النظام إلى سوتشي.

طلبت الهيئة كذلك وقف القصف على الغوطة وإدلب لإثبات حسن النوايا من طرف الروس والنظام، كما طلبت كإجراءات لبناء الثقة وضع القضايا الإنسانية موضع التنفيذ الفوري: البدء بإطلاق سراح النساء والأطفال المعتقلين في سجون النظام، فك الحصار عن المناطق التي أنهكها الجوع والبرد، السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لإنقاذ أرواح الناس من الموت.

بوتين ليس رجل السلام المناسب، ولم تكن روسيا أرض الحرية يوماً ما، بوتين اليوم يعتقل منافسيه في الانتخابات القادمة، ويلاحق معارضيه في الشوارع.

هل سيجد قطيع الغنم الزاحف إلى سوتشي أرضاً خصبة يرعى فيها شيئاً من قيم الكرامة والحرية ويرتوي فيها شيئاً من مبادئ العدالة والمساواة؟

لن يجد قطيع النعاج في سوتشي إلا المذلّة والخوف الذي اعتاده في عهد نظام الأسد.

السوريون سيرمون أسماء هذا القطيع في مزابل التاريخ