السبت 2021/07/03

زيارات العيد.. حلقة من سلسلة حلقات تجاهل الائتلاف الوطني لاهتمامات ومشاكل السوريين في تركيا

 

ظلت الحيرة والترقب سيدة المشهد بالنسبة لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في تركيا الراغبين في قضاء إجازة العيد داخل بلادهم، بعد أن تسببت جائحة كورونا بمنعهم من الزيارات في العام الماضي، وفي عيد الفطر الماضي أيضًا، ولم تكن هناك أيُّ إجابةٍ واضحة أو موعد محدد لمعرفة متى سيتم السماح لهم؛ قبل أن تعلن المعابر الحدودية مع تركيا قبل أيام، أنه سيتم السماح بقضاء إجازة عيد الأضحى المقبل.

 

ومن خلال رصد الصفحات الرسمية التابعة للمعابر الحدودية يظهر أنه كان هناك اهتمامٌ كبيرٌ من عشرات آلاف السوريين لمعرفة متى ستفتح الزيارات، فلا يكاد يمرُ منشور تنشره تلك المعابر على الفيس بوك -ولا يكون حتى متعلقاً بخبر عن الزيارات- إلا ويمرُّ بآلاف الأسئلة عن موعد استئناف الزيارات وضرورة وجود توضيح حول موعد استئنافها من عدمه، خاصة أن هناك الكثيرين ممن هم بحاجة لمعرفة الوضع بالتحديد، فيما تكون الإجابات -غالباً- أن لا شيء جديداً فيما يخص زيارات العيد.

 

ووسط كل هذه الحيرة من قبل السوريين في تركيا تساءل الكثيرون عن سبب تنحي الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة التابعة له وحتى اللجنة السورية المشتركة -المشكلة من قبل الائتلاف للتنسيق مع الحكومة التركية فيما يخص موضوع السوريين بتركيا- عن معاناة السوريين فيما يخص زيارات العيد، إذ لم يصدر منهم طيلة الفترة الماضية أي توضيح حول عمل زيارات العيد، حتى إنهم لم يوضحوا على مواقعهم الرسمية ماهي المعرفات التي يستقي منها السوريون الأخبار الصحيحة، خاصة مع انتشار صفحات ليست رسمية وتنشر أخباراً عن الزيارات، فيما كان من الأولى أن يكون مصدر الروابط والمعرفات صادرة من قبل الائتلاف الرسمية والحكومة المؤقتة كونهم جهة معروفة وذات مسؤولية.

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه وحتى بعد إعلان المعابر الحدودية على صفحاتها في فيس بوك أنه تم السماح بقضاء إجازة عيد الأضحى، حصل الكثير من الجدل والتساؤلات التي ظلت بلا إجابات لساعات طويلة بسبب غياب مؤسسة الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة عن المشهد تماماً، فلم يكن هناك أي خبر على موقعهما الرسمي حول زيارات العيد والمعابر التي سيتم من خلالها دخول السوريين، سوى خبرٍ يتيم تم رصده يتعلق بالشروط التي وضعها معبر باب السلامة للزيارة، فيما كانت هناك تساؤلات تتكرر من قبل البعض مثلاً بأن معبر تل أبيض هل سيعمل أم لا؟، هل الصفحة التي تنشر عن المعبر رسمية أم لا؟ ماذا بالنسبة لمعبر رأس العين؟ كم هو العدد الذي سيتم السماح له؟ والكثير من الأسئلة الأخرى التي ظلت معلقةً وإجابتها قيد التخمين والترجيح فقط دون أي مساعٍ من قبل الائتلاف الوطني في التدخل وحسم الجدل وإنهاء التساؤلات التي تبدو محقةً من قبل السوريين الراغبين بالدخول من بوابات محددةٍ من أجل تسهيل الزيارة والعودة، خاصة مع خريطة السيطرة المعقدة في سوريا حالياً.

وقد يقول البعض إن الائتلاف الوطني ليس الجهة التي تقرر متى سيتم فتح الزيارات وطريقة عملها، فمثل هذه القرارات تصدرها الحكومة التركية التي تدير هذا الملف وفق تطورات كورونا، ولكن هذه الحجة غير مقنعة، فالائتلاف الوطني مؤسسة رسمية وممثل بلجنة مشتركة تنسق الأعمال مع الجهات الحكومية التركية التي بدورها تستطيع إعطاء توضيحات دقيقة حول عمل المعابر الحدودية وموعد استئناف الزيارات للاجئين السوريين في تركيا، والعدد المسموح له ككل، وكذلك بحث إمكانية زيادة العدد لهذا العام خاصة أن هناك مطالب كثيرة وعدد كبير من السوريين الراغبين بالدخول، ولكن واقع الحال فيما يبدو أن الائتلاف لم تكن له مساعٍ في الأساس بهذا الملف أو حتى توضيحات إعلامية، رغم أنه يعد ضرورياً بالنسبة لعشرات آلاف السوريين في تركيا، بل وربما لمئات الآلاف.

 

ويرى البعض أن تجاهل الائتلاف الوطني لقضية زيارات العيد ليس إلا مجرد حلقة من حلقات عدة لتجاهله هموم ومشاكل السوريين في تركيا، فمثلاً الائتلاف لم تكن له مواقف مؤثرة وتدخلات سريعة في قضايا أخرى تبدو ضرورية بالنسبة للسوريين، مثل الذين لا يملكون ما يُعرف ببطاقة الحماية المؤقتة "كملك" أو الذين لا يملكون الثبوتيات الشخصية اللازمة، وغير ذلك من القضايا التي تمس السوريين بشكل مباشر في تركيا لكن الائتلاف يتجاهلها تماماً ولا تكون على جدول اهتماماته في الأساس، وهذا ما يستلزم من الائتلاف إعادة النظر في طبيعة عمله واهتماماته وضرورة أن يكون له تواصل مباشر مع الناس لا أن يكون جهة منغلقة على نفسها، وفي نفس الوقت يقدم نفسه بأنه ممثل للسوريين، فمن يمثل السوريين يجب أن يكون قريباً من مشاكلهم واهتماماتهم.. هكذا يُفترَض…