الخميس 2017/03/02

حي الوعر ..على موعد مع الباص الأخضر

تصعيد خطير على حي الوعر الحمصي و قصف متواصل بكل أنواع الأسلحة دون اكتراث للعهود و المواثيق المبرمة بين لَجنة المفاوضات المتمثلة بأهالي الحي و قوات النظام، ثم خطف قافلة المساعدات الأممية التي كانت متوجهة للمحاصرين داخل الحي، لتأتي بعدها العملية الأمنية التي قامت بها هيئة تحرير الشام في فرعي الأمن العسكري و أمن الدولة، لتصب الزيت على النار، و تجعلها قوات النظام مبرراً لتدمير الحي المحاصَر و قتل العشرات من المدنيين بطائرات يقودها حاقدون يعملون على صب جام غضبهم، بالثأر من مدنيي حي الوعر.

فما إن كُشِفَ العدد الكبير من قتلى النظام في التفجيرات حتى سارع موالون للنظامِ "من أبناء الطائفة العلوية" إلى مطالبة "الجيش ومليشياته" بـ"الثأر" من أهالي حي الوعر ، فبدأ بمسلسل القصف الهستيري.

النظام قصف الحي بأكثر من مئة غارة جوية و مئة و خمسين صاروخاً فراغياً ومظلياً و مئات القذائف و صواريخ أرض أرض ، إضافة إلى رصاص القناصات الحربية، وذلك وفق نية واضحة من قِبَلِ النظام إلى اتباع طريقته المعتادة في تهجير الأهالي و إفراغ المناطق من سكانها و التغيير الديموغرافي. فما حصل في داريا و خان الشيح و مؤخراً في حلب و وادي بردى يتكرر الآن في الوعر، فالقصف لا يتوقف و عشرات القتلى و مئات الجرحى سقطوا خلال الأيام الماضية وسط نقص حادٍّ في المُعدات الطبية و نقص في المواد الغذائية، ما يدل على اقتراب موعد التهجير الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى.

اتفاقيات كثيرة وقعها أهالي الحي مع النظام كانت أحياناً بحضور أممي و أحيانا أمام الروس ، فمنذ 2015 وقَّع النظام عدة اتفاقيات مع أهالي الحي لم يتم تطبيق أي منها، سوى إخراج دفعة من المصابين و أُخرى من العوائل الى إدلب و ريف حمص الشمالي المحاصَر أيضاً ، فمن يخرج من سجن الوعر يدخل الى سجن أكبر في الريف .

إفراغ حي الوعر من سكانه يسعى إليه النظام منذ مدة طويلة حيث كان التفاوض بين لجنة الحي و لجنة النظام على إخراج المعتقلين في سجون الأسد مقابل خروج أهالي الوعر الى إدلب، الا أنه اليوم يقصف و يدمِّر ليُخرج الأهالي بالقوة، و يبقي أبناءهم المعتقلين و المختطفين داخل سجونه الى أجل غير مسمى.