الثلاثاء 2018/03/20

حول “السيادة و الإنسانية” في بيان لـ”خارجية الأسد”.. عفرين أم الغوطة الشرقية ؟!

وجهت وزارة الخارجية التابعة لنظام الأسد أمس الإثنين 19/3/2018  رسائل إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن تندد فيها بدخول الجيش التركي إلى مدينة عفرين بعد يوم من تحرير المدينة في إطار عملية غصن الزيتون.

وجاءت رسائل خارجية الأسد بحسب ما نشرته وكالة سانا التابعة للنظام نقلاً عن الوزارة معتبرة تحرير عفرين "عملاً غير مشروع يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، وطالب البيان القوات التركية "بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية"، معتبرة الوجود التركي في سوريا "احتلالاً".

خارجية الأسد وسائل إعلامه تناست عبر حديثها عن "السيادة" أن مليشيات "ب ي د" الانفصالية كانت ولا تزال تعمل على السيطرة على جميع الأراضي السورية تحت مسمى "روج آفا" التي تقع داخل  حدود دولة الأسد المزعومة.

اللافت أن بيان خارجية الأسد وصف ما يجري في عفرين بأنه "يتناقض مع القانون الدولي الإنساني ويشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية". في تناقض وصف "بالوقح" بين الصور التي بثت على الشاشات عقب تحرير عفرين، وصور المجازر الرهيبة الصادمة التي يراها العالم يومياً خلال المحرقة الجارية في غوطة دمشق الشرقية.

نظام الأسد تناسى كذلك آلاف الجرائم التي ارتكبتها مليشيات "ب ي د" ضد سكان المدن والقرى التي احتلتها، من عمليات قتل وتعذيب وتهجير، في مقابل حرص الجيشين التركي والسوري الحر على سلامة المدنيين في عملية عفرين، التي طالما صرح قادتها منذ انطلاقها أنها تسير ببطء بغية مراعاة سلامة المدنيين الذين اتخذتهم "ب ي د" دروعاً بشرية، ومنعتهم حتى من النزوح إلى مناطق أكثر أمناً.

يغيب تماماً في ذهنية نظام الأسد وحلفائه أن "خطاب النصر" ليس شرطاً أن يترافق مع رائحة الدم و الركام كما حصل في ارقة أو دير الزور أو أحياء حلب الشرقية، ويغيب كذلك أن السيطرة على أرض ما لا يقترن بالضرورة مع إبادة أهل تلك الأرض كما يحصل اليوم في غوطة دمشق المنكوبة.. عفرين اليوم شاهد عيان يقول إن التحرير الحقيقي هو الذي يحترم حياة الإنسان ويضمن كرامته مهما كان انتماؤه.