الثلاثاء 2016/12/13

حلب…ملحمة الموت والركام

لايزال الموت شبحاً يلازم سكان أحياء حلب الشرقية ولاسيما في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها عليها قوات الأسد وطائرات الاحتلال الروسي؛ حيث إن الكثير من أهالي حلب باتوا يتطلعون إلى مستقبلهم من خلال منظار الموت الذي اعتاد زيارتهم إلا أن الحديث عن مقترح روسي أمريكي لإخراج مقاتلي جبهة فتح الشام ومعهم فصائل الجيش الحر؛ جاء ليسيِّس هزلية الموت التي اعتادها الحلبيون فمن يتساءل عن مصير الآلاف من سكان حلب يجد نفسه أمام معضلة الموت فيها أقرب إلى هؤلاء السكان من الواقع.

واقعٌ بات لابد من تسليط الضوء عليه وإماطة اللثام عن خفاياه فما يحصل اليوم في أروقة السياسة لا يشير إلا لتقاسم المصالح على حساب أرواح وجدت في الموت ملاذًا يقيها مرارة العيش تحت نيران الاحتلال الروسي وحليفه الأسد الذي يبدو أنه مصرٌّ على إحالة ما تبقى من هيكل الحياة الهش في المدينة إلى ركام يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.

ولو ابتعدنا قليلاً في الحديث عن فتات الحياة التي باتت تسود الأحياء الحلبية المحررة وذهبنا إلى مستنقع العار الدولي والبؤس السياسي نجد أن الاتفاقات الأمريكية والروسية ضد حلب وأهلها انتقلت إلى مرحلة جديدة بينما يحاول من تبقى من مقاتلي المعارضة الصمود في الأحياء القليلة التي لا يزالون يحتفظون بها في وجه آلة القتل العالمية التي لا يشكل نظام الأسد سوى أحد فصائلها في حين يمارس الدب الروسي أشنع جرائمه في غابة الموت السوري الذي بات كقطرات الندى التي تحتاجها أوراق الأشجار ونبات الأرض في غابة مظلمة هجرتها أشعة الشمس وباتت ترزح تحت ظلام أركانه موت وثناياه آمال لا أكثر من القول إنها آمال السوريين.

سؤالٌ بات يتخبط في مخيلات العالم بأسره وليس السوريين وحدهم وهو ماذا سيكون مصير حلب بعد سقوطها بالكامل في يد بشار الأسد؟.

أهمية استراتيجية يشكلها سيطرة النظام على حلب إذ إن هذه المدينة تمر منها الطرق الهامة التي تذهب نحو تركيا في الشمال ومناطق سيطرة تنظيم الدولة في الشرق والأكثر أهمية من ذلك هو أن السيطرة على المدينة سوف تعطي دفعة معنوية قوية لبشار الأسد وقواته.

معركة وجود وبقاء هي الملحمة التي أرادت قوات المعارضة إضفاءها على هذا الواقع المشوب برهان على مصداقية المجتمع الدولي حيث إن سقوط مدينة حلب سوف يؤدي لانفراط عقد هذه الفصائل الثورية المقاومة وتفرقها أمام تعدد الخيارات إلا أنه ولو اقتربنا أكثر واستدركنا القول نجد أن سقوط حلب لا ينفي بقاء بعض جيوب المقاومة في مناطق أخرى من البلاد إلا أن فصائل المعارضة في بقية المناطق تعاني من الضعف النسبي إلا أنها قد تتمكن من إعاقة تقدم قوات الأسد وهذا ما سيدفعه إلى تقسيم قواته والدخول في معركة قد يطول أمدها وهذا ما يثير قلق روسيا وإيران اللتين تريدان استعادة السيطرة على كامل البلاد.

أسباب قد تدفع الروس إلى ممارسة نفوذهم على الأسد وقوات المعارضة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لا سيما أن الروس لديهم تجارب سابقة في القيام بوساطات في عدة مناطق من البلاد محققة أمجادها على أجساد السوريين وعلى دماء أهالي حلب تاركة الركام السوري عامة والحلبي خاصة شاهداً على أمجاد روسيا الموصومة بعارٍ لم تعرف له السياسة مثيلًا.

حلب...ملحمة الموت والركام

إعداد: رداد لحلح

لايزال الموت شبحاً يلازم سكان أحياء حلب الشرقية ولاسيما في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها عليها قوات الأسد وطائرات الاحتلال الروسي؛ حيث إن الكثير من أهالي حلب باتوا يتطلعون إلى مستقبلهم من خلال منظار الموت الذي اعتاد زيارتهم إلا أن الحديث عن مقترح روسي أمريكي لإخراج مقاتلي جبهة فتح الشام ومعهم فصائل الجيش الحر؛ جاء ليسيِّس هزلية الموت التي اعتادها الحلبيون فمن يتساءل عن مصير الآلاف من سكان حلب يجد نفسه أمام معضلة الموت فيها أقرب إلى هؤلاء السكان من الواقع.

واقعٌ بات لابد من تسليط الضوء عليه وإماطة اللثام عن خفاياه فما يحصل اليوم في أروقة السياسة لا يشير إلا لتقاسم المصالح على حساب أرواح وجدت في الموت ملاذًا يقيها مرارة العيش تحت نيران الاحتلال الروسي وحليفه الأسد الذي يبدو أنه مصرٌّ على إحالة ما تبقى من هيكل الحياة الهش في المدينة إلى ركام يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.

ولو ابتعدنا قليلاً في الحديث عن فتات الحياة التي باتت تسود الأحياء الحلبية المحررة وذهبنا إلى مستنقع العار الدولي والبؤس السياسي نجد أن الاتفاقات الأمريكية والروسية ضد حلب وأهلها انتقلت إلى مرحلة جديدة بينما يحاول من تبقى من مقاتلي المعارضة الصمود في الأحياء القليلة التي لا يزالون يحتفظون بها في وجه آلة القتل العالمية التي لا يشكل نظام الأسد سوى أحد فصائلها في حين يمارس الدب الروسي أشنع جرائمه في غابة الموت السوري الذي بات كقطرات الندى التي تحتاجها أوراق الأشجار ونبات الأرض في غابة مظلمة هجرتها أشعة الشمس وباتت ترزح تحت ظلام أركانه موت وثناياه آمال لا أكثر من القول إنها آمال السوريين.

سؤالٌ بات يتخبط في مخيلات العالم بأسره وليس السوريين وحدهم وهو ماذا سيكون مصير حلب بعد سقوطها بالكامل في يد بشار الأسد؟.

أهمية استراتيجية يشكلها سيطرة النظام على حلب إذ إن هذه المدينة تمر منها الطرق الهامة التي تذهب نحو تركيا في الشمال ومناطق سيطرة تنظيم الدولة في الشرق والأكثر أهمية من ذلك هو أن السيطرة على المدينة سوف تعطي دفعة معنوية قوية لبشار الأسد وقواته.

معركة وجود وبقاء هي الملحمة التي أرادت قوات المعارضة إضفاءها على هذا الواقع المشوب برهان على مصداقية المجتمع الدولي حيث إن سقوط مدينة حلب سوف يؤدي لانفراط عقد هذه الفصائل الثورية المقاومة وتفرقها أمام تعدد الخيارات إلا أنه ولو اقتربنا أكثر واستدركنا القول نجد أن سقوط حلب لا ينفي بقاء بعض جيوب المقاومة في مناطق أخرى من البلاد إلا أن فصائل المعارضة في بقية المناطق تعاني من الضعف النسبي إلا أنها قد تتمكن من إعاقة تقدم قوات الأسد وهذا ما سيدفعه إلى تقسيم قواته والدخول في معركة قد يطول أمدها وهذا ما يثير قلق روسيا وإيران اللتين تريدان استعادة السيطرة على كامل البلاد.

أسباب قد تدفع الروس إلى ممارسة نفوذهم على الأسد وقوات المعارضة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لا سيما أن الروس لديهم تجارب سابقة في القيام بوساطات في عدة مناطق من البلاد محققة أمجادها على أجساد السوريين وعلى دماء أهالي حلب تاركة الركام السوري عامة والحلبي خاصة شاهداً على أمجاد روسيا الموصومة بعارٍ لم تعرف له السياسة مثيلًا.