الخميس 2017/02/23

جنيف … أخوات الدم

قالوها منذ القدم .. "اللي بجرب مجرب عقله مخرب" حاولت أن أكون متفائلا ولو قليلا بجنيف الرابع، وكلما حاولت ذلك أتذكر مجزرة أطفال الحولة التي قتل فيها عشرات الأطفال ذبحا بالسكاكين في الخامس والعشرين من أيار من عام ألفين واثني عشر، والتي تلاها مؤتمر جنيف الأول والذي لم يكن كفيلا لأنهاء معاناة السوريين.

 لكن الشعب السوري الغريق الذي يبحث عن قشة يتمسك بها ظن خيرا بجنيف الثاني لربما يكون ملزما للنظام وميليشاته لوقف سفك دم السوريين فتذكرت مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية يوم الثاني والعشرين من آب عام ألفين وأربعة عشرة والتي قتل فيها مئات الأشخاص معظمهم من طيور الجنة الصغار، الذين لم يتحملوا هذا السم القاتل وعجز كبارهم على تحمله، وبناء على ذلك لا يسعنا القول إلا أن جنيف الثاني هو الأخ البار لأخيه الأول.

أما جنيف 3 الذي أعقب محادثات السلام في فيينا بين النظام وأطياف المعارضة والذي عقد في الأول من شباط عام ألفين وستة عشر، لم يكن أفضل حالا من إخوته السابقين، في هذا المؤتمر اشترطت المعارضة السورية على الأمم المتحدة ودول الخليج إلزام النظام بوقف إطلاق النار وفك الحصار عن المدن والبلدات السورية، فلم يلتزم النظام بذلك، فاضطرت المعارضة للانسحاب، ومن ثم قررت العودة تارة أخرى لكن ليس لمفاوضة النظام إنما لمقابلة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا لشرح وجهة نظرهم بخصوص الأزمة الإنسانية، في المحصلة، لم يلتزم نظام الأسد بمقررات جنيف الثالث.

اليوم ونحن على موعد مع جنيف أربعة، لا يمكننا القول إلا أن جنيف الرابع هو أخ لجنيف واحد واثنين وثلاثة، والدم لا يتحول إلى ماء بين الإخوة، فكل الوقائع على الأرض تقول إن نظام الأسد والمليشيات الداعمة له لم ولن يلتزموا بعهد أو ميثاق منذ بداية المحادثات في العاصمة الكزخية أستانا، فمجازر درعا ومجازر ريف دمشق ومجازر حي الوعر الحمصي خير شاهد على ذلك، فبالمحصلة لم تكن هذه المؤتمرات إلا مضيعة للوقت، وفرصة للنظام ليستجمع قواه مجددا، ويمارس عمله الإجرامي في قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.