الخميس 2019/04/04

جامعة الدول العربية: 70 عاما من الفشل

ما يؤلم ويحزن هو أن جامعة الدول العربية التي تضم جميع الدول العربية تعتبر أول منظمة دولية على مستوى العالم تم إنشاؤها في 22 آذار/مارس 1945 أي منذ 7 عقود من الزمن قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 وقبل إنشاء الاتحاد الأوروبي سنة 1951، ومجموع مساحة الوطن العربي يجعله الثاني عالمياً بعد روسيا ومجموع سـكانه هو الرابع عالمياً بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبي، ولكن للأسف لم نشهد طوال هذه السنوات أي إنجاز يذكر قامت به جامعة الدول العربية بل عمل أعضاؤها على تكريس المقولة المشهورة:«أتفق العرب على ألا يتفقوا».

وهكذا كانت وما زالت جامعة الدول العربية جامعة فاشلة بكل المقاييس قائمة على الخلافات والثرثرة وكثرة الكلام والتهريج والبذخ والترف في الفنادق الفاخرة والاتهامات المتبادلة داخل اجتماعاتها التي تكلف مصاريف باهظة تؤدى من جيوب المواطنين العرب وتنتهي بتوصيات لا تطبق على أرض الواقع ولم تقدم الجامعة أي شيء يمكن ذكره للمواطنين العرب وفشلت في حل كافة القضايا العربية العالقة من المحيط إلى الخليج وعلى رأسها قضية فلسطين والجولان المحتل ولم تستطع إيقاف الحروب الدامية والنزاعات المسلحة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وظلت الجامعة ووزراء خارجيتها في حالة انعقاد دائم دون حلول نهائية وﻻ حتى ابتدائية.

وراثة الملفات

وكما يشير المراقبون فإن كل قمة عربية، ترث الملفات نفسها العالقة التي بحثت فيها القمة السابقة دون التوصل إلى نتيجة، لكن المتغير عاما بعد عام، هو أن التحديات تزداد كما أن الملفات نفسها تزداد تعقيدا وسخونة، ويبدو المواطن العربي غير مهتم تماما من جانبه بانعقاد القمم العربية التي لا فائدة منها ما دامت أحوال الملايين من المواطنين العرب تزداد ترديا بسبب الحروب وتحت وطأة سوء الأوضاع المعيشية والفقر والأمية وانعدام الصحة والسكن اللائق وتردي مستوى التعليم وتفشي ظاهرة الرشوة والفساد بجميع أشكاله حيث نتج عن هذه الحالة السيئة جيلا من الشباب الضائع وتزايد معدلات البطالة والجدير بالتذكير أن الاتحاد الأوروبي حديث النشأة عرف تطورا مدهشا في جميع المجالات وحقق انجازات هائلة استفاد منها المواطنون الأوروبيون وحتى المهاجرون العرب الفارون من أوطانهم، ومن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، ومن بين انجازات هذا الاتحاد نذكر على سبيل المثال إنشاء السوق الأوروبية المشتركة ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.

تطور الاتحاد الأوروبي

و أبرز ما حققه الاتحاد الأوروبي هو إحداث الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي يمكن لأي مواطن في دولة أوروبية أن يلجأ إليها للطعن في انتهاكات حقوق الإنسان في حين أنه في الدول العربية لا يجد المواطن أي جهة محايدة يشتكي إليها من ظلم وطغيان المسؤولين، أما في البلاد العربية فلم تتغير الأحوال فلا زال نهب ثروات البلاد وتهريب الأموال إلى الخارج مستمرا وبناء القصور وإهانة كرامة المواطنين وإذلالهم وتركيعهم واحتقارهم وغياب العدالة وطغيان المسؤولين وفتح السجون للمعارضين السياسيين والصحافيين وقمع حرية الرأي والتعبير وإعطاء المسؤولية لمن لا يخاف من عواقبها وتهميش المثقفين والكفاءات العلمية وسجن من يقول كلمة حق وتكريم المنافقين الطامعين في السلطة والمال والجاه هذا هو حال الدول العربية التي تشتعل فيها الحروب الدامية والاقتتال على كراسي الحكم وتزوير الانتخابات.

الحدود المغلقة

في حين نشاهد الدول الأوروبية تسير في تطور هائل وسريع والجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي عرف تطورا كبيرا في جميع المجالات وحقق انجازات هائلة استفاد منها المواطنون في أوروبا وحتى المهاجرين، ومن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، ومن أهم ما حققه الاتحاد الأوروبي نذكر على سبيل المثال إنشاء السوق الأوروبية المشتركة والبنك المركزي الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي، وأبرز ما حققه الاتحاد الأوروبي هو إزالة الحدود بين الدول الأوروبية وإحداث الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ملجأ العدالة الأخير دفاعا عن حقوق الإنسان في أوروبا التي يمكن لأي مواطن في دولة أوروبية أن يلجأ إليها للطعن في انتهاكات حقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.

أما في البلاد العربية فلم يتحقق شيء فالحدود بين الدول العربية ما زالت مغلقة وازدياد البطالة والفقر والجوع والأمية وتفشي ظاهرة الفساد بجميع أشكاله وانتشار آفة الرشوة ونهب المال العام وتهريب الأموال إلى الخارج وبناء القصور وإهانة كرامة المواطنين وإذلالهم وتركيعهم واحتقارهم وغياب العدالة وطغيان المسؤولين وفتح السجون للمعارضين السياسيين والصحافيين وقمع حرية الرأي والتعبير وإعطاء المسؤولية لمن لا يخاف من عواقبها وتهميش الرجال والكفاءات العلمية وسجن من يقول كلمة حق وتكريم المنافقين والطامعين في السلطة، هذا هو حال الدول العربية التي تشتعل فيها الحروب الدامية والاقتتال على كراسي الحكم وتزوير الانتخابات واستعمال المال الحرام للفوز في هذه الانتخابات الصورية وإعدام الديمقراطية وقتل الأمل عند الشباب في حين نشاهد الدول الأوروبية تسير في تطور هائل وسريع، فما الجدوى والفائدة من انعقاد مؤتمرات الجامعة ما دامت لم تحقق ما يطمح إليه المواطن العربي؟


المصدر : القدس العربي