الثلاثاء 2016/03/01

الهدنة الروسية الأمريكية قيودٌ على طريق الإجهاض

خمسُ سنين مرت على عمر الثورة السورية لم يتمخض عنها أي بوادر لحلٍ يثلج صدور السوريين الذين باتوا يتطلعون إلى مُتنفَّسٍ يخرجهم من دهاليز الحرب التي استعرت نيرانها .

ومع دخول روسيا الحرب منذ نحو خمسة أشهر في محاولة علنية لمنع انهيار نظام الأسد ورغبة منها في أخذ زمام المبادرة من يد الإيرانيين ،تجد روسيا نفسها اليوم وفي ظل المقاومة التي تبديها قوات المعارضة السورية على الأرض ،يجد الروس أنفسهم أمام خيارين فإما الاستمرار في دعم الأسد عسكرياً وهو ما من شأنه إطالة أمد الحرب الأمر الذي يثقل كاهلها خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ، أو العمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي يقود إلى انتقال سلمي للسلطة وهو ما تجد فيه روسيا خياراً ربما يعيدها إلى دائرة المجتمع الدولي رغبة منها في تحسين صورة سياستها التي طالما وصفت بانها سياسة التغريد خارج السرب الدولي.

هدنة تمخضت عن اتفاقٍ روسي أمريكي قد تستر بستارٍ من قشٍّ كما يبدو، فشروط الهدنة وآليات تنفيذها تصب في مصلحة النظام لتشرع له إعادة السيطرة على مناطق كان قد خسرها وبذات الوقت يوجد بين سطور هذا الاتفاق ما من شأنه تحجيم قوات المعارضة وبالتالي الحد من تقدمها .

واليوم ومع المفاوضات الجارية بالتزامن مع هدنة وقف إطلاق النار التي اخترقتها قوات الأسد منذ الدقائق الأولى ، يحاول الروس إجهاض هذه الخطوة من خلال تحديد وتوصيف لبعض الفصائل والمناطق التي سيشملها القصف.

خطواتٌ تتسابق مع الساعات والأيام التي تضج بالكثير من التطورات السياسية والميدانية قبل إعلان الإجهاض الحقيقي لهذه الخطوة التي راح يسبقها التسويق للخطة الامريكية البديلة ...فهل ستشهد الأشهر القادمة ولادة خطة بديلة تضع حداً لهذه الحرب ...؟أم ستكون نفساً جديداً قوامه إطالة الحرب وبالتالي المزيد من الدماء والدمار...؟!!!