الأربعاء 2017/06/14

الموت خوفا.. عنوان جديد لمسلسل قتل أطفال دير الزور والرقة

هل جربت أن تموت من الخوف يوماً؟! قد يبدو سؤالاً أبله، للقارئ غير المطّلع على الوضع في محافظتي ديرالزور والرقة، فبعد الغارات التي لاتميز بين طفل وكهل ورجل وامرأة، أصبح الجميع يحس بأنه ميت في أي لحظة يسمع فيها صوت صافرة الإنذار التي دمرت مقاتلات التحالف الدولي مكانها في مدينة الميادين، وقد كانت فوق مبنى البلدية سابقاً.

بالأمس توفي صاحب الصورة هاشم عبدالفتاح البالغ من العمر ثمانية أعوام نتيجة جلطة قلبية، وغالباً مايقال إن قلب فلان الصغير لايحتمل، وتحققت هذه المقولة في حالة هاشم الذي لم يحتمل قلبه الصغير الخوف من أن يكون أشلاء لحم متناثرة كمن سبقه من الأطفال في مجزرة البوكمال الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيداً، جلّهم من الأطفال والنساء.

19029747 312390942507477 9203870060587863658 n

ولم يستطع الكثيرون التعرف على جثث بعض القتلى لأنها تشوهت حرقاً أو تقطّعت أشلاءً وانطمرت تحت ركام المنازل التي تحولت إلى قبور لساكنيها.

لم تكن حالة هاشم هي الأولى فقد سبقته الطفلة رغد بديع سليمان ذات الأعوام الستة والتي كان ذنبها أن حملت بين أضلعها قلباً ضعيفاً لم يحتمل عواء طائرة تغدر بالأطفال والنساء والرجال على حد سواء، فالصواريخ الملقاة من مقاتلات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة فيها من الغباء مايكفي لقتل طفلةِ دون إصابتها بشظية، وكان كافياً أن يكون لها ذلك الصوت الذي دمّر قلب رغد الصغير، وراحت لتغدو رقماً منسياً في قوائم الراحلين في حرب العالم ضدّ تنظيم الدولة.

قلت سابقاً إن حالة هاشم لم تكن الأولى من نوعها، وأقول أيضاً إنها لن تكون الأخيرة، طالما كان الجوع لسفك دماء الأبرياء هو العنوان الأبرز لحرب من يدّعون محاربة تنظيم الدولة، فضحايا المجازر التي ارتكبتها مقاتلات التحالف الدولي عنوانها الأبرز قتل الأطفال والنساء، وغدت أرواح هؤلاء الضحايا مجرد أرقام لاأكثر على شاشات طالما همّشت ديرالزور والرقة.

مات الأطفال في سوريا حرقاً وبرداً وخنقاً وجوعاً وقصفاً وذبحاً، وكان الخوف آخر وأول عناوين الموت في محافظتي ديرالزور والرقة خاصةً، وفي مناطق سيطرة تنظيم الدولة خاصة.