الجمعة 2016/10/14

السيسي يعض يدا مدت له

لعل العلاقات المصرية السعودية أصبحت اليوم على صفيح ساخن ، وأصبحت تتصدر عناوين وسائل الإعلام ، وكان فتيل فتور هذه العلاقات قد أُشعل في اجتماع تاريخي ساخن لمجلس الأمن الدولي .

فالخلاف السعودي المصري حول الملف السوري ليس بجديد ، فمصر لم تتوقع هذا الغضب السعودي لتأييدها مشروعي قرارين متناقضين في جلسة واحدة ، على مبدأ " مابدي زعل هاد ولا بدي زعل هاد " حيث كان بإمكان الموفد المصري لمجلس الأمن أن يمتنع عن التصويت كوسيلة لعدم ممانعة صدور القرار وهذا إجراء معتاد عليه في تاريخ الأمم المتحدة.

إلا أن الموقف الغريب بتأييد القرارين بدا وكأنه يسعى لكسب التقدير من الجانبين المتناقضين ، ومن هنا ظهر الغضب السعودي الذي اعتبر أن الموقف المصري مؤلماً بالنظر إلى تأثيره الخاص ، كما وصفه عبد الله المعلمي مندوب السعودية في مجلس الأمن ، ولم يمرَّ وقت طويل حتى تلقت القاهرة معاقبة من الرياض وتمثلت بمنع تزويدها بالنفط ، ليتضح جلياً أن المواقف السياسة دخلت في باب التسليع وصارت مادة في بورصة السياسة العالمية لمن يدفع أكثر.

وفي هذا التوقيت تعاني السعودية من مشاكل كثيرة على الصعيد الدولي والإقليمي بدءاً من قانون جاستا الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية ، بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية التي جعلت الرياض تسعى للحصول على قروض مالية لأول مرة في تاريخها .

بالمقابل فإن العقوبة السعودية على مصر قد تضر بالمملكة حيث أنها لن تسهم في حل المشكلة بل تزيدها تعقيداً ، ما قد يدفع مصر إلى تقارب مع إيران ، وتصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف التي أشاد بها برئيس الإنقلاب عبد الفتاح السيسي ، تدل أن السعودية قدمت هدية مجانية لإيران التي تشهد توتراً كبيراً في العلاقات مع السعودية .

الرياض تعتبر أن معاقبة مصر نفطياً وإعلامياً قد يساعد في إضعاف نظام عبد الفتاح السيسي أو الإطاحة به إن اضطر الأمر حتى وإن كانت هي التي أوصلته إلى سدة الحكم ، إلا أن ذلك قد ينعكس سلباً على المملكة فحرمان مصر من النفط فتح أمامها عروضاً أفضل بأسعار أقل كلفة ، ناهيك عن العرض المجاني من ليبيا .

من جانب آخر تتسم العلاقات السعودية التركية بالجيدة على عكس ماهي عليه الآن بين القاهرة وأنقرة لذا توجه الرئيس التركي إلى السعودية لمحاولة بناء استقطابات سياسية جديدة وتغيير البوصلات بما يتناسب مع المصالح السياسية الطارئة .