الأحد 2020/07/26

ارتفاع أعداد المصابين بكورونا بمناطق النظام.. هل القادم أسوأ؟

رغم تسجيل إصابات ووفيات بكورونا في سوريا منذ بداية ظهور وتفشي الفيروس في العالم ولاسيما في إيران وذلك لعدم إيقاف نظام الأسد التوافد غير المقيد لعناصر وفادة المليشيات الإيرانية آنذاك، إلا أن حكومة النظام أخفت وتسترت على ذلك كعادتها في إخفاء جرائمها بحق الشعب السوري رغم كل التحذيرات الدولية من خطر هذا الوباء.

 

فجأة.. وبعد البدء بتطبيق قانون "قيصر" الأمريكي الخاص بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على نظام الأسد، بدأت الحكومة بالإعلان عن أعداد يقول الكثيرون إنها مخفّفة وغير حقيقية للإصابات والوفيات، وكأنها تريد تحميل قانون العقوبات مسؤولية تردي الوضع الصحي رغم أن الجميع يعرف الواقع التعيس للمنظومة الصحية بمناطق سيطرة الأسد وما فيها من سوء الخدمات وتفشي الفساد واللا مبالاة فيها.

 

الولايات المتحدة أعلنت على لسان كبار مسؤوليها أن قانون "قيصر" ليس له أي تأثير على الواقع الصحي وأنه لا يشمل المساعدات الصحية والطبية، ما جعل نظام الأسد يصدّر القانون داخلياً وضمن صفوف مؤيديه أن "قيصر" هو السبب وراء انتشار هذا الوباء، وتوقف الأسد عن تشغيل أبواقه في الخارج للمطالبة بإيقافه خوفاً من انتشار كورونا التي كانت متفشية أصلاً في سوريا وذلك وفق عدة معطيات:

 

  • شهادات الناشطين والمستقلين الذين فضحوا ما حاول الأسد وحكومته التستر عليه من أعداد حقيقية للإصابات والوفيات التي كانت تحصل في سوريا، دون أن يعلن عنها النظام.

 

  • الحالة الأخيرة التي سجلت في مدينة سرمين بريف إدلب والتي جاءت عن طريق التهريب من مناطق النظام إلى المناطق المحررة وهي تحمل فيروس كورونا، ما جعل حكومة الإنقاذ تفرض الحجر على المدينة بأكملها وتقطع الطرقات المؤدية إليها.

 

  • أما خارجياً.. فهناك قرائن كثيرة ومنها.. الإصابات التي اكتشفت في العراق لأشخاص جاؤوا من سوريا، ولم يكن الإعلان العراقي على مستوى الناشطين بل أعلن مسؤولون عن ذلك وقالوها صراحة، ففي التاسع والعشرين من آذار قال محافظ كربلاء العراقية نصيف الخطابي إن أغلب مواطنيه القادمين من سوريا مصابون بفيروس "كورونا"، وأضاف أن "المحافظة سجلت في ذلك اليوم 11 إصابة بفيروس كورونا، وأتضح أن الغالبية العظمى من الإصابات هي لقادمين من سوريا"، مؤكداً أن نظام الأسد لم يعط المعلومات الحقيقية بشأن كورونا".

 

  • آخر فضائح انتشار الوباء في سوريا جاءت من الأردن ففي 21-07-2020 أعلنت وزارة الصحة الأردنية، تسجيل 44 إصابة جديدة بفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد - 19) في الأردن، جميعها قادمة من سوريا، وذلك وفق ما قاله وزير الصحة الدكتور، سعد جابر، وذلك بعد يوم من إعلان الأردن تسجيل 5 حالات جديدة اثنان منهما قادمة من سوريا.

 

توافد المليشيات الإيرانية إلى سوريا الذي يعد أهم أسباب وصول الفيروس إلى مناطق نظام الأسد مازال مستمراً، ما يعني أن مصدر الوباء موجود ومستجد ووجود حالة واحدة غير مكشوفة يعني استمرار كورونا بالانتشار، ولا يستطيع أحد إجبار عنصر من المليشيات على أجراء اختبار كشف الفيروس.

 

الواقع الصحي المتهالك أصلاً في مناطق سيطرة النظام وعدم التفات الأسد وحكومته للواقع الذي يعانيه هذا القطاع ينذر بكارثة ستقع أو نستطيع القول إنها وقعت بالفعل، وإن الوباء تفشى في معظم أنحاء مناطق سيطرة الأسد، ولاسيما المراكز التي تتواجد فيها المليشيات الإيرانية ومن يحتكُّ بها من عناصر الأسد وشبيحته، ما يعني وصول الوباء إلى منازل السوريين دون علمهم.

 

وفي ظل كل هذه المعطيات لم ينس بشار الأسد استغلال هذه الجائحة مادياً، فقد فرض نظامه على من يريد الخروج من مناطق سيطرته إجراء اختبار لفيروس كورونا بعد أن يدفع مبلغ مئة دولار، ويقول الكثيرون ان هذا الاختبار شكلي ولا يتم في معظم الأحيان، وأن ما يهم نظام الأسد الوصل الذي يثبت أنك دفعت 100 دولار عن الصغير قبل الكبير ليسمح له بالمرور.

 

الكارثة وقعت وانتشر الوباء في مناطق سيطرة النظام.. رغم أن إعلام الأسد ما يزال يمارس ذلك الدور القذر في إخفاء الأعداد الحقيقية مع أن ذلك لا يصب في مصلحة أحد بما في ذلك النظام وشبيحته، ويتخوف الكثيرون من الأيام القادمة ولاسيما مع قدوم الخريف واقتراب موسم افتتاح المدارس والجامعات، فهل سيُجهز كورونا على مالم تستطع آلة الموت الأسدية قتله؟