الخميس 2017/03/09

إيران…قصة الميليشيات العميلة

أصبح دور إيران المخرب في الشرق الأوسط معروفاً وواضحاً وضوح الشمس للجميع. فخلال العقدين الماضيين اعتبر وجود ميلشيات عميلة لدى النظام والجماعات الشيعية التابعة له سراً مفضوحاً. ويبقى السؤال كيف استطاعت إيران أن توفد الكثير من المقاتلين وبشكل مستمر لمناطق متعددة تشهد أحداثاً مضطربة في سوريا والعراق واليمن.

قامت إيران بتدريب وتجهيز وتمويل وإرسال آلاف المقاتلين إلى ساحات القتال المختلفة في أنحاء المنطقة. بينما يتعرض اقتصادها حرفياً للخطر، كيف تحملت طهران تكاليف حملة مكلفة كهذه؟

تخصص إيران جزءاً كبيراً من ميزانيتها السنوية لتمويل آلة القمع الهائلة في الداخل وما يعادل ذلك لتصدير الإرهاب والتطرف الإسلامي. يعتبر هذا جزءاً لا يتجزأ من جهود طهران المستمرة للحصول على أسلحة دمار شامل، بما في ذلك برنامجها النووي السري والصواريخ البالستية. وللمفارقة، قدم الاتفاق النووي الإيراني الذي تُباهي إيران للغاية فيه نسبة من رأس المال اللازم لمثل هذه المساعي ولفرض القمع في الداخل.

عُرف نظام الملالي بنهبه المليارات من جيوب الشعب الإيراني تاركا الملايين من الناس في جميع أنحاء البلاد يعانون من الفقر الشديد، في حين أن دولة إيران واحدة من أغنى دول العالم من حيث الموارد الطبيعية، حيث سُجلت بأنها تتمتع بثاني أكبر احتياطي من الغاز ورابع أكبر احتياطي من النفط الخام.

منذ وقت قريب عرضت وسائل الإعلام الغربية والإيرانية حال العديد من سكان طهران المحليين الذين اضطروا للنوم في المقابر في الشتاء القارص. بلغ عدد السكان الذين لا مأوى لهم مبلغاً كبيراً بمعدل ينذر بالخطر، ولسوء الحظ يضطر العديد من الإيرانيين لبيع أعضاء من أجسادهم مثل الكلى كوسيلة لتغطية النفقات مما جعل لهذا الأمر سوقاً ضخماً في إيران.

تزداد المسيرات والمظاهرات أيضاً في إيران، ويحتج المزيد والمزيد من الناس على الظروف المعيشية السيئة للغاية التي تسببت بها السياسات الكارثية لنظام الملالي. نظم سكان الأحواز في محافظة خوزستان في جنوب غرب إيران مؤخراً تجمعاً استمر لمدة أسبوع، لمطالبة طهران بوضع حد لحملة التصحر الكارثية التي دمرت الاقتصاد المحلي. حيث نزل الآلاف من الناس إلى الشوارع في طهران في أواخر شباط الماضي مطالبين بتأمين فرص عمل وتحصيل رواتبهم المتأخرة.

بينما يعاني الشعب الإيراني، يستخدم نظام الملالي الأموال اللازمة لتوفير احتياجات الشعب لتحقيق أهدافه الخاصة المحلية والخارجية. وكمنبرٍ يركز على الكشف عن هذه الجهود، يعتمد مجلس المقاومة الإيرانية المعارض على قاعدة اجتماعية واسعة داخل البلاد، لجمع مثل هذه المعلومات للكشف عن بعض المشاريع الأكثر حساسية للنظام.

في الماضي اعترف مسؤولون أمريكيون كبار أن المعارضة الإيرانية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، حذرت العالم من أهم جوانب البرنامج النووي الإيراني كمصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم ومفاعل أراك للماء الثقيل سابقاً عام 2002 والذي هز العالم أجمع.

وجهت المعارضة الإيرانية خلال السنوات السابقة ضربات قوية للملالي من خلال أكثر من 100 اكتشاف مسلطة الضوء على أكثر أسلحة البرنامج النووي لطهران تحديداً. فبدون حملة هامة كتلك سيحصل الملالي على أسلحة نووية في الوقت الحاضر، وهذا ما سيعزّز موقفه بشكل خطير في الشرق الأوسط المضطرب.

قدمت منظمة مجاهدي خلق أيضاً معلومات عن إرهاب إيران وتطرفها الإسلامي، وذلك بالكشف عن أسماء 32.000 من عملائها المأجورين في العراق عام 2007، وتدريب وتمويل القوات الإيرانية وغير الإيرانية في سوريا في صيف عام 2016 مرفقة بتفاصيل وخرائط، ودور الحرس الثوري بذبح سكان حلب في كانون الأول عام 2016.

أطلقت إيران شبكة من القواعد في جميع أنحاء البلاد لتدريب المقاتلين الأجانب، قام المجلس الوطني للمقاومة بتحديد 14 منها والإعلان عنها خلال مؤتمر صحفي عقد في شباط في واشنطن. يتم تدريب المليشيات الأخرى في سوريا والعراق بالقرب من جبهات القتال التي يتم إرسالهم إليها.

تدرب إيران المليشيات الشيعية العراقية في قواعد في أنحاء العراق، وترسل هؤلاء الأفراد لتحقيق أهدافها في العراق. في السابق استخدمت إيران هؤلاء الأفراد لاستهداف أعضاء المعارضة الإيرانية من خلال 8 هجمات مختلفة، استهدفت مخيمات أشرف وليبرتي وخلفت أكثر من 175 قتيلاً من أعضاء منظمة مجاهدي خلق وأكثر من 1000 جريح. ونفذت هذه الهجمات بشكل رئيسي من قبل المليشيات العراقية بموجب أوامر من الحرس الثوري الإيراني.

لقد حان الوقت لاعتبار هذا الكيان الفتاك منظمة إرهابية ، ويجب على طهران أن تعي أن هذه الأعمال لن يتم التسامح عنها، وأن استمرارها بالقيام بمثل هذه الأعمال والمزيد من التجارب الصاروخية سيكلفها غالياً..