الجمعة 2017/04/14

إلى ترامب… تبت يداك المباركتان

بعد الضربة الصاروخية الأخيرة للجيش الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية انقسم المحللون والسياسيون وعامة الناس ما بين مؤيد (شبيح) ومعارض (إرهابي) لها وكأنها قصيدة للمتنبي قالها ومضى تاركاً الأدباء والنقاد يسهرون الليالي الطوال في نقدها وذكر مناحي جمالها ومعايبها مكتفياً بالقول.

أنام ملء جفوني عن شواردها                  ويسهر الخلق جراها ويختصم

ضربة ترامب الأخيرة لم تكن أشد إيلاماً من تصريحاته لقناة فوكس نيوز التي وصف فيها الأسد بالحيوان الشرير داعياً روسيا وعلى الأخص بوتين إلى كف يده عن دعم نظام يقتل شعبه بشتى صنوف الأسلحة الفتاكة صباح مساء في حين رد مندوب موسكو الدائم في مجلس الأمن معتبراً أن الضربة انتهاك للقانون الدولي ودعم صريح للإرهاب طالباً في الوقت نفسه بفتح تحقيق شفاف في مسألة الهجوم الكيماوي على خان شيخون.

بالعودة إلى مجريات الأحداث سنرى أن الضربة الجوية لطيران النظام الأسدي لخان شيخون تمت في ساعات الصباح الأولى مستهدفة مصنعاً للمواد الكيماوية تابعاً للمعارضة المسلحة على حد زعم روسيا فيما نفى النظام حينها قيامه بأي طلعات جوية في المنطقة وعلى الأغلب أنّ هذا التناقض في التصريحات مرده إلى عدم التنسيق الجيد مع الدب الروسي في ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

الأمر الآخر الذي يثير الشك هو الذريعة التي اتخذها نظام الإجرام ليبرر بعد ذلك قصفه للمنطقة حيث أكد أنّ القصف استهدف مصنعاً للمواد الكيماوية ، ولكن هل من المعقول أن يقصف مصنعا للمواد الكيماوية مع العلم أنّ هذا الأمر سيتسبب بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ؟ طبعاً عند بشار الأسد وعائلته كل شيء ممكن طالما أن الذين قصفهم هم من الذين صاحوا بكلمة الحرية ورفضوا أن يكونوا أتباعاً وأذلاء له.

تتابعت الأحداث بعد ذلك بين نافٍ للقصف ومؤكد له على مدى ثلاثة أيام تكللت بعدها بالضربة الصاروخية الأمريكية المباركة من ذاك المرتد الكافر "دونالد ترامب" دون سابق إنذار أو تحذير ولسان حاله يقول:

التوماهوك أصدق أنباء من الشجب                           في حده الحد بين الجد واللعب

ثم خرج بعدها في خطاب أشبه بالوعظ الكنسي مبرراً فعلته بالانتقام لأرواح الأطفال الذين قضوا في ذاك الهجوم البشع متمنياً للمصابين الذين لازالوا على قيد الحياة الشفاء العاجل في مشافي تركيا وإدلب، إذ ممنوع عليهم دخول أمريكا بعد قراره الأخير بخصوص مواطني سبع دول اسلامية.

ضربة ترامب غيّرت الموازين وقلبت المفاهيم لدى دول المنطقة فهل يعقل أن يفعلها "أبو ايفانكا" وينحّي الأسد جانباً وينهي بذلك مأساة ملايين السوريين؟

يا ليت ذاك كان.. لكن الذي حدث هو أنّ "الأسد" المجرم استجار بحماته ونادى بأعلى صوته ..وا بوتيناه! فجاءه الصوت مجيباً لبيك يا ذيل الكلب ، أنت في دارنا وتحت حمايتنا ومن يمسّكَ الآن بسوء أثكلناه أمه ويتّمناه ولده ورددنا عليه الكرّةَ صاغراً وسلّطنا عليه من لا يخاف الله ولا يتقي ملامة الناس .

تتواصل التصريحات الأمريكية والروسية ويتتابع كذب الأسد الواثق مئة بالمئة من أنّ الهجوم الكيماوي مفبرك ولا بأس بذلك فهو على مدى 6 سنوات من عمر الثورة لم يعترف يوماً بأنّ خطأ حدث أو مسكيناً قتل فالمُلاحِظ لأحاديثه التلفزيونية يعلم يقيناً مدى كذبه وعنجهيته وإصراره على الإنكار اتباعاً لسياسة آل صهيون " اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس".

حمزة الخطيب، معروف أبو خرس، عمران دقنيش، عبدالحميد اليوسف، كلها أسماء وهمية لا وجود لها بأرض الواقع الذي يعيشه بشار الأسد، وما أصابها لا يستحق أن تذرف عليه الدموع بل يجب أن يحاسب بعض هؤلاء على بقائهم على قيد الحياة بالرغم مما فُعلَ بهم، ما يثبت أنّهم في حقيقة الأمر إما أشباح لا وجود لهم، أو أنهم تناولوا عقاقير مخدّرة تبقيهم على قيد الحياة.

فهل على ترامب أن يعي أنّ من دخل دار "أبو علي بوتين" فهو آمن ؟ أم أنّ الأيام ستثبت للناخب الأمريكي أن رئيسه الجديد بعكس ما يشتهيه الروس والإيرانيون والمحتمين بهما من بني الإنسان والحيوان ولاسيّما بشار الأسد.

ورحم الله أبا الطيب إذ يقول .

من يهن يسهل الهوان عليه                          ما لجرح بميت إيلام