السبت 2017/07/08

إدلب وأستانا .. تهدئة الجبهات مع النظام واستنفار بين الفصائل !

يزداد الشرخ بين "هيئة تحرير الشام" و "حركة أحرار الشام الإسلامية" في إدلب، و يوماً بعد يوم تكثر الصدامات و التوتر بين الفصيلين، ما يدق ناقوس خطر قد تتجدد فيه أحداث إراقة الدماء، إن لم يتدارك العقلاء من الطرفين الأزمة و يجتمعوا لحل الخلافات و تصفية الأمور.

الخلاف بدأ منذ تشكيل الهيئة في نهاية الشهر الأول من العام الجاري، حيث اتهمت أمراء أحرار الشام بـ"تعطيل الاندماج" و عدم رغبتهم في توحيد الصف، إلا أن اجتماع أستانا و مقرراته هي من زادت الطين بِلة، فبعد أن تقرر في الاجتماع دخول قوات حماية في المناطق الشمالية من سوريا، ازداد الخلاف بين الطرفين، فالهيئة أصدرت بياناً تعارض فيه دخول أي قوات أجنبية إلى تلك المناطق، و قالت إن هذا التدخل "استعمار جديد" و "انقلاب على الثورة" و "إعادة تلميع بشار الأسد"، بينما لم تصدر الحركة أي بيان حول رفض أو قبول دخول القوات، وهو ما جعل "تحرير الشام" تتحسب لأي عمل عسكري على مناطقها، وجعل عناصرها في حالة استنفار دائم، ليشعر "الأحرار" من خلال جاهزية "الهيئة" أن المقصود بهذا الفعل هو الحركة، فأصدر المكتب الإعلامي لأحرار الشام بياناً يتكلم فيه عن حشود و أرتال للهيئة تستعد لـ"البغي" على الأحرار في الريف الشمالي من إدلب و بالتحديد قرب معبر باب الهوى.

لكن الهيئة كانت قبل يومين من بيان الأحرار قد نشرت عبر حسابات عدد من شرعييها أنها تواصلت مع "أحرار الشام" حول موضوع التدخل التركي و أن جواب قادة الحركة كان أنهم لم يمنعوا دخول القوات التركية و كذلك لن يقاتلوا الهيئة، وبنفس الوقت قالت الهيئة إن أحرار الشام رفضوا أن يعطوا نقاط رباطهم المقابلة للمعبر "في جبل بركات" لتحرير الشام، وهو ما دفع الهيئة للتدشيم والتمترس في نقاطها التي تقع خلف نقاط الحركة، ما اعتبرته أحرار الشام "عمل بغي" و بوادر اعتداء عليها.

الأحداث تتسارع في الشمال السوري و معها تزداد تغريدات و منشورات الشرعيين و القادة لكلا الفصيلين و يزداد الشحن و العداوة بين العناصر التي تستنفر الآن في عدة مناطق من الريف، حاملين سلاحهم الذي يفترض أن يكون موجَّهاً ضد النظام، وذلك بفضل تغريدات وبيانات بعض المفتنين الذين ينقلون الأخبار لكلا الطرفين، حول أن الطرف الثاني يجهز نفسه للانقضاض عليكم و إنهاء وجودكم، أما المصلحون فلا كلمة لهم مع ازدياد التوتر الذي ينبئ باقتتال جديد لن يكون فيه منتصر من جميع الأطراف.