السبت 2016/03/05

أزمة اللاجئين .. هل من حلول مرتقبة ؟

ربما الأسباب كثيرة ومتعددة ولاتكاد تخلو من بعض التساؤلات التي تتصدر إجابتها في القليل من البحث والتمحيص بين أجندات السياسة المتبعة على أرض الواقع من قبل الكثير من الدول الغربية .

فمنذ بدء الثورة السورية واستمرارها إلى ما يقارب خمسة أعوام نتيجة الظلم والاستبداد وتغاضي المجتمع الدولي عن جرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام والملشيات الداعمة له وكذلك تدمير البنى التحتية وانعدام معظم مقومات المعيشة في سوريا ،لم يكن أمام السوريين إلا أن أن يطرقوا أبواب المجهول منتظرين على أرصفة الموت في طريقهم إلى الاتحاد الأوربي .

ونتيجة لتغاضي الدول العربية وعدم فتح أبوابها أمام السوريين فقد شهدت الأراضي التركية أولى خطوات الموت التي راح يخطوها السوريون قاصدين المجهول .

ومع تزايد صعوبة الأوضاع المعيشية في سوريا فقد تزايدت حركة الهجرة بشكل غير مسبوق حتى راحت تهدد استقرار الدول الأوربية بحد ذاتها.

مؤتمرات وتشاورات راحت تتأرجح بين ثناياها خطابات وأقوال لقادة الدول الاوربية تزامنت مع قرب انعقاد الاجتماع الطارئ بين الاتحاد الأوربي وتركيا وأيضاً مع هدنة وقف إطلاق النار في سوريا ، ما يعطي الاجتماع بُعداً سياسياً .

ففي مؤتمر صحفي مشترك جمع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل تطرقا من خلاله إلى الحرب في سوريا وأزمة اللاجئين أكدا فيه الاتفاق على مجموعة من الإجراءات لحل أزمة اللاجئين، حيث اتفقا على اتخاذ إجراءات مشتركة بشأن مساعي حل أزمة اللاجئين.

وفي إشارة إلى القمة الطارئة التي ستعقد يوم الاثنين المقبل في بروكسل قال أولاند: بالنسبة لقضية اللاجئين فإن ألمانيا وفرنسا لديهما نفس الإجابة ،وهي أن تكون أوربا قادرة على تمرير الحلول المنتظرة، حيث أكد عزم بلاده تجهيز سفينة لمهمة حلف شمال الأطلسي في بحر إيجة ،مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة أن يضمن الاتحاد الأوربي الالتزام بالتعهدات التي تم قطعها بالفعل.

وفي تعريج على هدنة وقف إطلاق النار قالت المستشارة الألمانية إن الهجمات ستقتصر على تنظيم الدولة وجبهة النصرة ،الامر الذي يثير تساؤلات عدة حول مصير آلاف المهاجرين المحاصرين خلف الاسوار الحدودية على طول طريق البلقان الرئيسي للهجرة والذي يمتد من اليونان إلى شمال أوربا لتبقى عيون المهاجرين شاخصة ومترقبة ما قد تفضي إليه نتائج هذه القمة متسائلين هل سيُعبّد الطريق أمامهم للمضي نحو شمال أوربا ..؟أم سيعودون أدراجهم ليرتقبوا الأمل بنهاية الحرب الدائرة على أرض الوطن ..؟