الجمعة 2016/10/28

أبرهة الحوثي

عاد أصحاب الفيل تارة أخرى، ولكن هذه المرة على ظهر صاروخ ..

صرخ الخثعمي من بعيد:    ابرك أيها البالستي ... إنك في بيت الله الحرام، ولا عودة لك... راشداً كنت أم مهووسا.

لا تحتاج كبير عناء، وأنت تمشط ذاكرتك؛ لتصل إلى عصر القرامطة، الذين أعلنوا حربا مقدسة على بيت الله الحرام، واقتلعوا الحجر الأسود، ونقلوه إلى الأحساء ليمكث هناك سبعاً وعشرين سنة، في القرن الرابع الهجري.

في هذه الحملة الوحشية وصل عدد القتلى إلى نحو ثلاثين ألف شخص، بينما رمى القرامطة بجثث القتلى في بطن بئر زمزم، وصنعوا أكواماً من الجثث، وقد أنشد أبوطاهر الجنابي قائد القرامطة بالقرب من الكعبة :

                                            أنا بالله وبالله أنا                                      يخلق الخلق وأفنيهم أنا

مصطلح ولاية الفقيه، أو مصطلح تصدير الثورة الإيرانية، بات واضحا للعيان ،ويرى المرء ترجمته متحققةً على الأرض، وربما كان الملك الأردني أول من أطلق مصطلح الهلال الشيعي، الذي أوشك أن يكتمل، بعد أن صار بشار الأسد في سوريا بيدقاً هشَّاً يحركه ضابط صغير في السفارة الإيرانية، وبعد أن صار التهجير الديمغرافي للسنة مشروعا ممنهجا ترعاه إيران وحوزاتها؛ التي تسعى لاستحداث مراقد مزعومة لتأتي بعد ذلك بموتورين يبحثون عن ثأر مزعوم.

لم تكن العلاقة بين السعودية وإيران على ما يرام؛ منذ أن قفز الخميني من الطائرة الفرنسية 1979 ، معلناً عهداً ثيوقراطيا جديداً؛ بوصفه نائبَ الله على الأرض؛ في صياغة جديدة للمذهب الشيعي، فقد شهدت حقبة الثمانينيات عبثاً إيرانياً واضحاً في مواسم الحج والعمرة من تفجيرات إلى شغب، كان آخرها الدعوة لتداول الحج بين الدول الإسلامية وإقصاء السعودية، إلى أن انسد الأفق الديني تماماً بين إيران والكعبة المشرفة بمنع إيران حجاجها من الذهاب إلى مكة. 

من كنيسة القليس في صنعاء التي بناها أبرهة، إلى قم الإيرانية، حيث يُطبخ المذهب، وتصنع أبعاده على مقاس السياسة الأمريكية، ليتحول من قوة افتراضية ستسحق أمريكا كما في أدبيات ولاية الفقيه، إلى شرطي أمريكي في المنطقة.

طار الصاروخ من قليس صنعاء بضغطة مباركة من أصابع قم؛ التي تتحرك عابثة بالمنطقة، فكان للبيت رب يحميه .. ولكن ماذا عن إبل العرب التي تستبيحها إيران ؟؟