الخميس 2020/01/02

نيويورك تايمز: هذه تداعيات الغارات الأمريكية بالعراق

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحية عن أحداث اقتحام السفارة الامريكية في بغداد.

وقالت تحت عنوان "الهزات الأرضية من الغارات الأمريكية في العراق ربما بدأت" مشيرة إلى أن المليشيات التي تدعمها إيران في العراق تقوم ومنذ ستة أشهر بإطلاق الصواريخ على القوات والمتعهّدين الأمريكيين في العراق منذ ستة أشهر. وردّت الولايات المتحدة يوم الأحد وضربت المليشيا المسؤولة بـ 5 غارات في العراق وسوريا مخلفة 24 قتيلاً وأعدادا من الجرحى.

وأقسم قادة المليشيا على الانتقام وقام آلاف من المحتجين يهتفون "الموت لأمريكا" بالزحف نحو المنطقة الخضراء ومنها إلى مجمع السفارة الأمريكية المحصن. وتعلق الصحيفة "أن دوامة من العنف بين الولايات المتحدة وإيران في طريق التكون مع أن المتظاهرين أنهوا حصارهم للسفارة يوم الأربعاء". وتقول الصحيفة "إن هذا ما لا يريده الرئيس ترامب لو كان صادقاً في كلامه عن أنه يريد تجنب الحروب في الشرق الأوسط". ففي حزيران (يونيو) قرر إحباط هجمات انتقامية بعدما أسقطت إيران طائرة مسيرة. وفي هذه المرة قررت الإدارة إرسال رسالة من أن قتل أمريكيين يعملون في العراق لا يمكن التسامح معه.

وتعد كتائب "حزب الله" من أقوى المليشيات الموالية لإيران والتي تجمعت تحت مظلة "الحشد الشعبي" لقتال "تنظيم الدولة" وتحصل على رواتبها من الجيش العراقي. ولكن المليشيا التي قاتل زعيمها الأمريكيين في العراق أثناء الاحتلال، يعد من أقوى الرجال في العراق وهو عدو لأمريكا التي لا تزال تحتفظ بـ 5.000 من القوات وعدد غير محدد من المدنيين والمتعهدين الذين يقومون بتدريب القوات العراقية ومنع ظهور الجهاديين من جديد. وتهدف المليشيا لخروج الأمريكيين والحفاظ على التأثير الإيراني.

وهناك بُعد ثانٍ في المعادلة، وهو أن العراق أضعفته أشهر من التظاهرات والعنف، والتي أجبرت رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة، ما فتح الباب على صراع السلطة. وكان من أهم أهداف المتظاهرين هي نفوذ إيران في العراق. وربما كانت كتائب "حزب الله" تصرفت بشكل جيد من خلال استفزاز أمريكا إلى رد عسكري، وبالتالي حرفت انتباه الناس عن إيران وتحويل غضبهم إلى أمريكا. وتشير الصحيفة إلى أن العراق يفتقد حكومة فاعلة ويجد نفسه عالقا في نزاع ليست لديه سيطرة عليه، وأجبره الغضب الشعبي على شجب الغارات الأمريكية داخل أراضيه ولكنه يمقت في الوقت نفسه، فكرة خسارة أمريكا التي تعد قوة موازية لتأثير إيران ووكلائها.

وتعاني إيران بالإضافة لحساباتها العراقية من مصاعب اقتصادية وتريد زيادة الثمن على أمريكا. وبعد خروج ترامب من الاتفاقية النووية وإعادة فرضه نظاما متشددا من العقوبات على طهران، فلم يتبق لديه من محفزات يلوح بها لإيران كي يمنعها والجماعات الوكيلة من تعقيد عمل القوات الأمريكية في العراق أو مناطق أخرى في الشرق الأوسط. ويمكن للرئيس أن يخفف التوتر من خلال فتح نوع من الحوار مع طهران، سواء من خلال إعادة فتح الحوار النووي أو حل النزاع في اليمن وسوريا. ولكنه من خلال تخليه عن الاتفاقية النووية وتصويره إيران على أنها مصدر الشر في الشرق الأوسط لم يترك ترامب وجنرالاته أي مساحة للحوار، ما يعني استفزازاً جديداً من إيران، وتورطاً مستمراً للولايات المتحدة.