الأربعاء 2019/11/27

واشنطن بوست: ترامب لن ينتقد “ديكتاتوره المفضل”

دعت صحيفة "واشنطن بوست" الكونغرس لشجب انتهاكات مصر لحرية الصحافة.

وجاء في افتتاحية الصحيفة الأمريكية أن "رئيس مصر القوي عبد الفتاح السيسي كمم صحافة بلاده لسنين"، باستثناء مؤسسة واحدة صمدت وواصلت استقلاليتها وتقاريرها المهمة، في إشارة إلى موقع "مدى مصر" الذي ينشر تقاريره بالعربية والإنكليزية.

ورغم حجب الحكومة المصرية للموقع منذ عامين إلا أن المصريين استطاعوا متابعة أخباره باستخدام روابط مثل "في بي أن"، وعادة ما يعتمد عليه الدبلوماسيون والصحفيون والمسؤولون الحكوميون خارج مصر لمعرفة ما يجري في داخلها.

ومن الأمثلة الجيدة على تقارير الموقع ما نشره من "خبطة صحفية" في 20 تشرين الثاني نوفمبر الجاري عن ابن الرئيس، محمود السيسي، الذي كان مسؤولا بارزا في المخابرات المصرية العامة. وقال إنه سينقل قريباً إلى منصب جديد في السفارة المصرية بموسكو وذلك لفشله في "التعامل مع كل المهام التي أوكلت إليه". وقال "مدى مصر" إن فشل ابن الرئيس "أساء بشكل خطير لصورة والده وعائلته ومثّل خطراً على النظام".

وكان رد النظام المصري على "الخبطة الصحفية" واضحاً يوم السبت الماضي، عندما تم اعتقال أحد محرري الموقع، شادي زلط، بعد مداهمة قوات أمن بالزي المدني بيته. وفي يوم الأحد هاجمت فرقة أخرى مقر "مدى مصر"، واحتجزت لينا عطا الله محررة الموقع بعد مصادرة الهواتف والكمبيوترات الشخصية. ورفض المهاجمون تعريف أنفسهم، ولكنهم يمثلون نفس جهاز الأمن الذي كان يعمل فيه ابن الرئيس.

وتم الإفراج عن عطا الله والصحفيين الآخرين الذين اعتقلوا بالمداهمة ليلة الأحد ولم توجه إليهم أية تهم. ولكن قصد الاحتجاز كان واضحا وهو معاقبة واستفزاز المؤسسات الإخبارية التي لا تزال تتجرأ على نشر أخبار عن الحكومة القمعية الأشد في مصر. وجاءت مداهمة مقر "مدى مصر" وسط ما وصف بأنه حملة الاعتقالات الأضخم منذ خمسة أعوام.

وبحسب جماعات حقوق الإنسان فقد تم اعتقال 4.000 شخص منذ اندلاع موجة التظاهرات في 20 أيلول سبتمبر الماضي.

ونشر الموقع أخبار الاعتقالات التي طالت الناشطين السياسيين وكذا المحامين والأكاديميين والصحفيين. واليوم أصبحت أهم منظمة إخبارية مستقلة هدفاً للقمع. وقالت عطا الله بمقال: "لطالما وجه لنا سؤال حول قدرتنا على العمل خلال سنوات القمع والضغط التي أجبرت معظم الوسائل الإعلامية على التوقف أو الاصطفاف مع من هم في السلطة".

وأضافت: "لا حماية للصحفيين سوى نزاهة عملهم وما يحمله الآخرون من تقدير لهم. وكلنا في خطر لو لم نحدد موقفنا وإلا فسنكون سجناءهم".

ودعت الصحيفة الحكومة الأمريكية إلى الوقوف مع "مدى مصر".

وقالت: "للأسف على الصحفيين توقع القليل من الرئيس ترامب، الذي وصف السيسي بـ"ديكتاتوره المفضل"، ولكن الكونغرس الذي يجب أن يوقّع على مساعدة سنوية بأكثر من مليار دولار تحصل عليها مصر، لديه ورقة نفوذ"، مشيرة إلى تغريدة آدم شيف، النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا، يوم الإثنين، التي وصف فيها مداهمة "مدى مصر" بأنه "هجوم غير مقبول على حرية الصحافة وما تبقى من ديمقراطية في مصر".

وعلى البقية متابعة مثاله كما تقول.