الأربعاء 2021/11/03

هل تم طرد ممثل “حزب الله” من العراق؟

 

كشف رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي أنه طلب من شخصية لم يسمها "تتدخل بالشؤون السياسية العراقية واختيار الرئاسات الثلاث بمغادرة العراق"، فيما تحدثت مواقع عراقية عن أن الشخص المطلوب قد يكون ممثل حزب الله محمد كوثراني.

وقال المالكي في لقاء مسجل مع محطة تلفزيون عراقية في معرض تعليقاً على التدخلات الخارجية في مسألة تشكيل الحكومة والأزمة السياسية بعيد الانتخابات الأخيرة، إنه طلب من شخص يتدخل باختيار الرئاسات الثلاث وغير ذلك، مغادرة العراق.

وأضاف المالكي أن "بعض القوى تراهن على الخارج وتعطي مجالاً للخارج للتدخل، وأنا لا أؤمن بتدخل الخارج بتشكيل الحكومة، وعندما كانوا يتدخلون، يعطوننا حكومات غير سليمة، والآن أيضاً نحن بحاجة إلى عدم تدخل دولي أو إقليمي". وتابع: "أنا أعلم واحداً من هذه الأسماء، وقلت له: اترك العراق ولا تدخل مرة أخرى"، ورداً على سؤال حول تدخل هذا الشخص، قال: "لا أدري هل هو تكليف من دولة أو تدخل بشكل شخصي أو من حزب.. لا أدري.. أعتقد أنه ترك العراق".

وبعيد كلام المالكي نشرت مواقع عراقية أن الشخصية يمكن أن تكون "رجل حزب الله اللبناني الأول في العراق محمد كوثراني، والذي جرى طرده من بغداد من قبل أبرز القوى الشيعية، وتم إبلاغه بعدم تدخله في تشكيل الحكومة المقبلة، بل وعدم مجيئه للعراق ثانية".

وبحسب صحيفة "العالم الجديد" العراقية، فإن "توجه القوى الشيعية تجاه كوثراني، جاء بناء على تنامي نشاطه داخل العراق، المرتبط ببعض السياسيين ورجال الأعمال الذين تحوم حولهم شبهات فساد، بالاضافة الى دخوله بمشاريع تجارية كبيرة، فضلاً عن تقويته لبعض الاشخاص ودعمهم لتسلم مناصب عليا في البلد، مقابل تمرير مصالحه". وأضافت أن "نشاط كوثراني كان لصالحه الخاص، حيث حاول خلق بيئة مرتبطة به، وأنصاراً يتبعون أوامره".

وأضافت أن "المالكي كان يعلم جيداً بنشاط كوثراني داخل العراق، وقد حاول الأخير دعم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للحصول على ولاية ثانية، وهو ما أزعج المالكي، رغم عدم تواجد كوثراني داخل العراق خلال الأشهر الماضية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب الله بدأ بماحثات موسعة وسريعة لاختيار بديل عن كوثراني لتسليمه الملف العراقي، وذلك في ظل سعي الحزب للسيطرة على ملفات المنطقة، نتيجة للفراغ الذي تركه اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، حيث كانت تجمع كوثراني بسليماني علاقة وطيدة جداً، وقد عمل بجانبه لسنوات".

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت في نيسان/أبريل 2020، عن مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يوفر معلومات عن كوثراني، وأكدت في بيانها آنذاك، أن "كوثراني تسلم بعض التنسيق السياسي للجماعات المسلحة المدعومة من إيران، والتي كان ينظمها سليماني سابقاً، ومنها قمع التظاهرات والاعتداء على البعثات الدبلوماسية الأجنبية والانخراط في أنشطة إجرامية واسعة النطاق".

وكانت واشنطن قد أضافت كوثراني إلى قائمة الإرهاب العالمية عام 2013، واتهمته بتمويل الجماعات المسلحة في العراق والمساعدة في نقل المقاتلين العراقيين إلى سوريا للقتال مع نظام الأسد.