الأثنين 2020/11/23

نيويورك تايمز: زيارة نتنياهو للسعودية قد تعيد “تأهيل” ابن سلمان

علّقت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لمراسلها في بيروت "بن هبارد"، على ما ورد في الصحافة الإسرائيلية عن زيارة سرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السعودية، واجتماعه في “نيوم” على البحر الأحمر مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأنها الزيارة الأولى لمسؤول إسرائيلي على مستوى عال.

وقال هبارد إن الزيارة التي حدثت الأحد قد تقود إلى دفء تدريجي في العلاقات بين القوتين الإقليميتين. وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن زيارة نتنياهو إلى جانب إذاعة “كان” الإسرائيلية التي استندت على تصريحات مسؤول لم تكشف عن هويته، قال إن نتنياهو سافر مع مدير الموساد يوسي كوهين إلى مدينة “نيوم” للقاء بن سلمان.

ولم تصدر تصريحات لا من المسؤولين السعوديين ولا من مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. وفي يوم الإثنين وضع توباز لوك، المستشار لنتنياهو مقالاً على تويتر عن آخر تحركات وزير الدفاع ومنافس نتنياهو بيني غانتس، وقال: “غانتس يلعب سياسة، أما رئيس الوزراء فيعمل سلام” في تأكيد غير مباشر للزيارة.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن السعودية وإسرائيل لم تقيما علاقات دبلوماسية رسمية لكن التكهنات تتزايد حول تطبيع المملكة مع إسرائيل بعد قرار دولة الإمارات والبحرين التطبيع هذا العام.

ومن الناحية الرسمية، أكد المسؤولون السعوديون أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يحدث إلا في سياق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، مع أن النبرة السعودية تغيرت في السنوات الأخيرة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن إسرائيل.

واعترف ولي العهد السعودي البالغ من العمر 35 عاماً بحق الإسرائيليين والفلسطينيين على أراضيهم، وهناك مصالح متداخلة مع إسرائيل بشأن المواجهة مع إيران. ويظل السؤال الأكبر أمام الرياض عن وتيرة التطبيع، خاصة أن الإدارة التي دفعت بالتطبيع في أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض، كما أن رحيل إدارة دونالد ترامب سيؤثر على موقف المملكة والدول الأخرى مع إدارة جوزيف بايدن المقبلة. وسترحب إدارة بايدن بالتقارب السعودي- الإسرائيلي، لكن هناك شكوك في دفعه بالطريقة التي مارسها ترامب أو تحاول استخدام الإمكانية كورقة ضغط لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين. وترى الصحيفة أن فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قد يعيد تأهيل محمد بن سلمان الذي تعرض لانتقادات بسبب الحرب في اليمن، والقمع الذي يمارسه ضد نقاده في الداخل والخارج، وعلاقته بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018.

وربما جاءت زيارة نتنياهو بعد نهاية القمة الافتراضية لمجموعة العشرين التي استضافتها السعودية على مدار يومين، وتزامنت مع زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قابل ولي العهد ليلة الأحد. وحطت طائرة بومبيو في “نيوم” الساعة الثامنة والنصف، وغادرت بعد ثلاث ساعات. وكشف موقع “فلايت رادار24” الذي يقدم معلومات مباشرة عن حركة الطائرات، طائرةً تغادر تل أبيب في الساعة السابعة والنصف، واختفت عن الرادار لتظهر في نيوم بعد ساعة. وكررت الطائرة نفس الرحلة إلى تل أبيب بعد منتصف الليل.

وقدّم آفي شراف المحرر في النسخة الإنكليزية لصحيفة “هآرتس” خريطة للرحلة على تويتر، قائلا: “مطلقا، رحلة إسرائيلية نادرة توجهت للمدينة الجديدة الكبيرة نيوم على البحر الأحمر”، ملاحظا أن الطائرة المستخدمة استخدمها نتنياهو في السابق.