الخميس 2019/03/07

ناشينال إنترست: نتائج كارثية بانتظار المنطقة إن انسحبت أمريكا من العراق

ذكرت صحيفة "ناشينال إنترست" أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون كارثياً على هذا البلد الذي تحول إلى ملعب للإرهاب، كما أن هذا الانسحاب سيكون كارثياً على الشرق الأوسط الذي مايزال يعاني من غياب الاستقرار.

وقال الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، كريستوفر برودسكي، بمقال له في الصحيفة، أنه في 25 يناير الماضي قدم  مقتدى الصدر مشروع قانون لإخراج القوات الأمريكية من العراق، كما هدد قيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، بتهديد تلك القوات في الثامن والعشرين من ذات الشهر.

وأكد الباحث أن قرار إخراج تلك القوات سيُرفع للبرلمان، وفي حال فشل البرلمان بإقراره، فإنه سيكون واجباً على العراقيين استخدام القوة لإخراج تلك القوات.

واكتسبت العلاقات بين واشنطن وبغداد توتراً إضافياً خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما قال الرئيس دونالد ترامب إن القوات الأمريكية في العراق ستعمل على مراقبة إيران، ما يزيد من المخاوف العراقية من أن يتحول البلد لساحة معركة بين أمريكا وإيران، وفق ما يقول الباحث.

دعوة مقتدى الصدر والخزعلي لطرد القوات الأمريكية من العراق ليست جديدة، لكنها توتّر العلاقات المتوترة أصلاً بين بغداد وواشنطن، ففي سبتمبر الماضي، هدد المسؤولون الأمريكيون بقطع المساعدات عن العراق إذا عينت حكومة بغداد مسؤولين مقربين من إيران في مناصب عليا.

وفي نوفمبر طالبت إدارة ترامب حكومة بغداد بقطع واردات الطاقة الإيرانية كشرط للحصول على تنازل محدود من العقوبات المفروضة على إيران، وبعد ذلك، وتحديداً في ديسمبر، زار ترامب بشكل مفاجئ القوات الأمريكية في العراق، لكنه لم يزر بغداد أو يلتقِ المسؤولين العراقيين هناك، والتي اعتبروها انتهاكاً للسيادة الوطنية لبلادهم.

ويشير الباحث إلى أن هناك شبه إجماع بين الطبقة السياسية الحاكمة في بغداد، بأهمية الوجود الأمريكي لأمن العراق واستقراره، غير أن ذلك لا يمنع من وجود استياء واسع بين النخب من سياسة واشنطن، وهو أمر يمكن أن يكون نقطة تحول قد تؤدي إلى إخراج القوات الأمريكية من البلاد.

يعني ذلك- بحسب الكاتب- أن على إدارة ترامب أن تعيد تقييم سياستها في العراق والالتزام بعلاقات ثنائية.

ويعتقد الباحث أن هناك أهمية لبقاء القوات الأمريكية في العراق، ويُرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها أنه وعلى الرغم من تدمير تنظيم الدولة، فإن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن التنظيم أبعد ما يكون عن الهزيمة، حيث لا تزال هناك قوة قتالية لدى التنظيم منتشرة في العديد من المناطق ببن العراق وسوريا، بالإضافة إلى شبكات الدعم العالمي.

على إدارة ترامب، كما يؤكد الباحث، أن تدرك أن استراتيجية مكافحة إيران في الشرق الأوسط، ستصاب بانتكاسة في حال إخراج القوات الأمريكية من العراق، لأن ذلك سيسمح لوكلاء إيران بالتحرك بحرية في كل من العراق وسوريا.

كما أن قوات أمريكا تساهم في تدريب كوادر وعناصر فرقة مكافحة الإرهاب، والتي تُعرف باسم الفرقة "الذهبية"، التي تسعى واشنطن لتكون قوة قتالية مهنية.

فضلاً عن أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيعني خسارة واشنطن للمعلومات الاستخباراتية لملاحقة عناصر خلايا التنظيم ، وحتى المليشيات المدعومة من قبل إيران، وفق ما يقول الباحث.

ويرى برودسكي أن الانتشار المحدود للقوات الأمريكية يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً في طريق تحقيق المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وبغداد، فوجود مثل هذه القوات ضروري لتحقيق الاستقرار في منطقة متقلبة، فهو يمنع ظهور تنظيم الدولة مرة أخرى، ويخلق مساحة للحكومات اللازمة من أجل التأثير على الظروف الأساسية، والتي تسمح للتنظيم بالانتشار.

ويختم الباحث مقاله بالتأكيد أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق في أعقاب الانسحاب الوشيك من سوريا سيكون انتكاسةً كبرى لمصلحة الولايات المتحدة في سعيها لتحقيق الاستقرار الإقليمي، كما أن ذلك سيعني نتائج كارثية على العراق والمنطقة.