الأثنين 2018/10/22

منذ اختفاء خاشقجي… العرب في تركيا يوثقون عبر مواقع التواصل زياراتهم لقنصلياتهم قبل دخولها

منذ اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي عقب دخوله مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، اتجه العرب المقيمون في تركيا إلى توثيق زياراتهم إلى سفارات وقنصليات بلادهم، وذلك من باب السخرية السياسية اتجاه ما وصلت إليه العلاقة بين المواطنين العرب وحكوماتهم.

وبشكل ساخر، انتشرت الكثير من الصور والتغريدات لمواطنين عرب يتواجدون في تركيا وهم يوثقون زياراتهم لسفارات بلادهم في أنقرة وقنصلياتها في إسطنبول قبيل دخولها لإتمام أوراق أو القيام بإجراءات رسمية داخلها.

ومن خلال خاصية تحديد المكان أو ميزة تحديد وجهة الزيارة، كتب الكثيرون منشورات توضح توجههم لإتمام إجراءات في السفارة أو القنصلية التابعة لبلده، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما موقع «فيسبوك» وموقع «تويتر» للتغريدات.

ويعيش في تركيا أكثر من 5مليون لاجئ ومقيم عربي، بينهم قرابة 3.5مليون لاجئ سوري، وقرابة نصف مليون عراقي، وآخرون من جنسيات عربية مختلفة، ويعتبر قسم كبير من العرب في تركيا من المعارضين لحكوماتهم الذين انتقلوا من بلدانهم للخارج عقب ثورات الربيع العربي لا سيما من سوريا ومصر وليبيا واليمن وغيرها.

وكتب مغرد سوري عبر تويتر «أنا سأدخل الآن إلى قنصلية الأسد  في إسطنبول، إذا ما خرجت اعرفوا إنو هنن إلى خطفوني»، بينما أرفق شاب سوري آخر صورته وهو أمام القنصلية وكتبت «أنا هون، إذا ما طلعت خبروا عني».

وكتب مغردون عرب آخرون يسألون عن مدى استعداد زملائهم المتواجدون في إسطنبول التوجه لقنصليات بلادهم، وسط نقاشات ركزت على انتقاد الواقع الذي وصلت إليه العلاقة بين المواطنين العرب وحكوماتهم، مشيرين إلى انعدام الثقة بينهما إلى درجة كبيرة.

ونشر آخرون أخبار تتعلق بـ«خروجهم سالمين» من زياراتهم للسفارات أو قنصليات بلادهم، وتلقوا تهاني بـ«السلامة» من زملائهم، في مشهد ساخر قالوا إنهم يعبرون من خلاله عن حجم الألم الذي يعتصرهم وحجم الحزن على الحال الذي وصل إليه حال المواطنين العرب سواء داخل بلادهم أو خارجها.

وأكد آخرون أنهم لا يقصدون خشيتهم الحقيقية من تعرضهم لمصير خاشقجي في سفارات وقنصليات بلادهم، إلا أنهم رأوا انها فرصة نادرة لفتح ملف ما قالوا إنه التعامل «البلوليسي والسيء» لسفارات وقنصليات بلادهم معهم طوال السنوات الماضية.

ويقول جزء كبير من العرب في تركيا إنهم يعانون بشكل كبير خلال إجراء معاملاتهم الرسمية واستخراج الأوراق الثبوتية التي تحتاج أوقاتاً طويلة وانتظار «مُذل» خارج أسوارها، فيما يقول معارضون إن سفاراتهم وقنصلياتهم ترفض بشكل مباشر منحهم أي أوراق رسمية، أو تقبل ملفاتهم وتجلهم ينتظرون لأشهر عقاباً على مواقفهم السياسية على حد تعبيرهم.

وعلى الرغم من صعوبة الحدث المتعلق باختفاء خاشقجي واحتمال مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، إلا أن الكثير من العرب لجأ لكتابة النكت السياسية الساخرة للتعبير عن غضبهم من الواقعة والاحتجاج على تعامل قنصليات بلادهم معهم.

وإلى جانب الانتقادات الحادة على مبدأ محاولة خطف خاشقجي وقتله داخل القنصلية، نشرت آلاف التغريدات الساخرة من أداء الجهات الرسمية السعودية مع الواقعة، لا سيما فيما يتعلق بالأنباء المتعلقة بأن فريق الاغتيال السعودي قام بالفعل بتقطيع جثمان خاشقجي لكي يسهل التخلص منه.

ونشرت الكثير من الصور للعلم السعودي وقد استبدلت فيه السيوف بصور لمناشير كبيرة، إلى جانب فيديو لمسابقة لأسرع نجار في تقطيع الخشب كتبوا عليه إنه «مسابقة لاختيار أفضل قنصل سعودي»، فيما بقيت صورة القنصل السعودي في إسطنبول وهو يفتح أدراج وخزن القنصلية لمراسل وكالة رويترز لإثبات عدم وجود خاشقجي فيه الأكثر إثارة للسخرة والانتقادات على كافة منصات التواصل الاجتماعي.

كما انتشرت العديد من النكات السياسية التي تقول إن المواطنين العرب باتوا يخشون الدخول إلى القنصليات السعودية ويطلبون تسلم الأوراق من الخارج، إلى جانب صور لرجال لفوا أجسامهم بتحصينات معدنية استعداد لدخول القنصلية السعودية «خشية من التقطيع»، كما فعلت القنصلية السعودية بإسطنبول، حسب التسريبات المتوفرة حتى الآن.