الخميس 2020/07/09

مليشيات إيران تهدد “الكاظمي” بعد قلق من “خطة التصفية”

هددت مليشيا عراقية نافذة مدعومة من إيران بـ"التصعيد" في حال استمر رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" بملاحقة "الجماعات المسلحة"، وسط تصاعد التوترات عقب مقتل محلل مرموق، ما خلق مواجهة بين الدولة وجماعات مارقة.

واندلعت الأعمال العدائية مع ترنح العراق جراء اغتيال هشام الهاشمي (47 عاماً) الذي أطلق عليه الرصاص مهاجمون مجهولون كانوا يستقلون دراجات نارية خارج منزله في بغداد يوم الإثنين. وكان قد تلقى تهديدات بالقتل قبل ذلك من مليشيات مدعومة من طهران.

ولايزال قتلة الهاشمي غير معروفين إلا أن الكثيرين يشيرون إلى توقيت الاغتيال، الذي جاء بعد أسبوعين من مداهمة مقر "كتائب حزب الله" إلى الجنوب من بغداد. وتسود تكهنات بأن الهاشمي ربما راح ضحية تصاعد التوترات بين الحكومة والمليشيات.

وقبل أيام من مقتله نشرت دراسة قام بها الهاشمي عن الآليات الداخلية للميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

وكان الكاظمي قد توعد بالانتقام لاغتيال الهاشمي، إلا أن إجراء أي تحقيق جاد قد يزيد من خطر تصعيد التوترات مع المليشيات العراقية.

ووصف محمد محيي، ناطقاً باسم كتائب "حزب الله"، لأسوشيتد برس يوم الأربعاء مداهمة مقر جماعته بأنه "عمل استفزازي".

ودهمت قوات الأمن العراقية مقر مليشيا "كتائب حزب الله" في حي الدورة ببغداد في 26 يونيو حزيران واعتقلت 14 رجلاً يُشتبه في أنهم نفذوا هجمات صاروخية ضد القوات الأمريكية المتمركزة في مطار بغداد وسفارة واشنطن في المنطقة الخضراء.

ولكن بعد أيام، تم الإفراج عن 13 منهم بعد أن قال المحققون إنهم لم يتمكنوا سوى العثور على رابط لواحد منهم في تلك الهجمات. ثم استؤنفت بعدها الهجمات الصاروخية، مستهدفة المنطقة الخضراء والمطار.

وقال "محيي": "لدينا قناعتنا بأن هذه الاستفزازات (من قبل الكاظمي) لن تتوقف وستستمر وسيكون هناك تصعيد. سيحصل ذلك في المرحلة المقبلة".

ورداً على استمرار إطلاق الصواريخ، قامت السفارة الأمريكية بتركيب نظام "C-RAM" المصمم لاعتراض الصواريخ والقذائف.

وقال محيي إن هذه الخطوة "استفزاز آخر"، لأنها حوّلت السفارة فعلياً إلى "قاعدة عسكرية".

وقال مسؤول سياسي شيعي رفيع المستوى إن اجتماعات عقدت بعد وقت قصير من بدء السفارة الأمريكية اختبار نظام "C-RAM"، وتم اتخاذ قرار بتكثيف الضغط على رئيس الوزراء. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته تماشياً مع اللوائح.

وقال: "لدينا قلق كبير من أن الكاظمي يخطط لتصفية هذه الفصائل المسلحة".

وبعد ساعات من "غارة الدورة"، دخل رجال مسلحون في شاحنات صغيرة المنطقة الخضراء وحاصروا مقراً لقوات مكافحة الإرهاب، وهي القوة الأمنية التي نفذت الغارة.

وقال المحلل العراقي سجاد جياد: "لقد أظهروا لرئيس الوزراء حدود سلطته، وإن التعامل مع هذا الأمر سيتطلب قدراً كبيراً من الجهد".

وكتب الهاشمي، الذي دعم الكاظمي وعمل مستشاراً لرؤساء الوزراء السابقين، دراسة تبحث في مدى التأثير الإيراني داخل "الحشد الشعبي". تم نشره في الأول من يوليو حزيران، قبل أيام من مقتله.

وجد الهاشمي في دراسته تلك أن عدداً من الفصائل المدعومة من إيران يشغل مناصب قيادية واستشارية داخل قوات "الحشد الشعبي". ومن بين الفصائل الشيعية الـ 67 ضمن المجموعة، وجد أن 44 منها تتبع المرشد الإيراني علي خامنئي.

السؤال الآن ما الذي يمكن أن يفعله الكاظمي بعد ذلك؟

قال الباحث في الشأن العراقي فنار حداد إن "الأمر كما تقول المليشيات: إذا كنت تريد مواجهة مفتوحة، يمكنك الحصول عليها". وأضاف: "ما هو البديل الآخر الذي يحفظ ماء الوجه؟ الأمر ليس واضحاً".