الخميس 2020/07/23

مصر.. حملة إلكترونية لرفض التدخل العسكري في ليبيا

رفض رواد منصات التواصل الاجتماعي بمصر، تفويض رئيس بلادهم عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا.

والأحد، وافق مجلس النواب المصري بالإجماع في جلسة سرية على منح تفويض السيسي بإرسال قوات إلى الجبهة الغربية لمكافحة "العناصر الإرهابية الأجنبية"، ما يُفسح المجال أمام عمل عسكري محتمل في ليبيا.

ومؤخّراً، دشّن المغرّدون هاشتاغاً (وسماً) باسم "#أنا_مافوضتش (لم أفوّض)"، حظي بآلاف المشاركات التفاعلية بالكلمات والصور، للتعبير عن رفض تفويض السيسي بالتدخل العسكري وإراقة دماء الليبيين.

كما أعرب عشرات المغرّدين، عن مخاوفهم حيال ما وصفوه بـ"توريط" الجيش المصري في حرب خاسرة وسقوط آلاف الضحايا من المجندين البسطاء، فيما قتل آخرون بخسائر مصر في حرب اليمن عام 1962 إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1956-1970).

وقال حاتم سمير، عبر حسابه بفيسبوك: "أشهد الله أني لم أفوض ولن أقبل بتدخل القوات المسلحة المصرية إلى ليبيا. حرمة دماء المسلمين أعظم من أي مكاسب سياسية لأي طرف. نار سوف تحرق القاتل والمقتول".

وتفاعل يحيى نصار، على الهاشتاغ عبر تويتر، قائلاً: "أنا مافوضتش (لم أفوض) الجيش المصري لحرب ليبيا. سد النهضة (الإثيوبي) أهم".

فيما أوضح سمير البنا عبر تويتر: "أنا واحد من الـ100 المليون مصري. أنا أفوض الجيش المصري ليؤمّن حياتي وحياة أولادي في حقي في نهر النيل (في إشارة لقضية سد النهضة) لا في ليبيا".

بدورها قالت عفاف محمد علي عبر تويتر: "بالأصالة عن نفسي وكل أحرار مصر والعالم. أنني لم أفوض السيسي للحرب علي ليبيا. لعلكم تدركون جيدًا أنه لا قبل لنا بالحرب بل جعجعة كلامية (رطانة) واستعراض عضلات ليس أكثر".

وأكد حساب باسم عابر سبيل على تويتر: "عملتوا (عقدتوا) الجلسة سرية (في إشارة للبرلمان المصري)، وقولتوا إن نواب الشعب فوضوا السيسي، الشعب كله بيقولك مافوضتش (لم أفوض) السيسي".

ونشر آخرون كوميكس (صور ساخرة) مقتبسة من أفلام مصرية كوميدية، للتعبير عن رفضهم تفويض السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا، في إشارة إلى أن الشعب المصري "أخر من يعلم" بهذه الحرب المحتملة.

والإثنين، أعربت الأمم المتحدة، عن بالغ قلقها إزاء تفويض البرلمان المصري للسيسي بإرسال قوات خارج الحدود بالاتجاه الغربي (الحدود المتاخمة للأراضي الليبية).

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية: "نتابع ذلك عن كثب.. هذه التطورات مصدر قلق كبير".

وتدعم مصر ودول عربية أخرى وغربية مليشيا الانقلابي، خليفة حفتر، الذي ينازع الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

ويتأهب الجيش الليبي لتحرير مدينة سرت (450 كم شرق العاصمة طرابلس) من مليشيا حفتر، بعد أن تمكن من تطهير كامل المنطقة الغربية تقريباً من هذه المليشيا ومرتزقة يقاتلون بجانبها، في ظل تصاعد تحركات وضغوط لوقف القتال واستئناف العملية السياسية.