الأحد 2020/06/07

للإنصاف والتاريخ.. هذا ما دار بين “رمضان شلح” و”سليماني” حول سوريا

نعت الفصائل الفلسطينية، أمس السبت، الأمين العام السابق لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 62 عاماً.

ربما يعرف الجميع تاريخ الرجل كأحد رموز "المقاومة الفلسطينية" منذ تولّى عام 1995 منصب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، خلفاً لقائدها "فتحي الشقاقي" الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في "مالطا"، لكن البعض حاول الربط بين "شلح" و"الجهاد الإسلامي" بمواقفها الأخيرة تجاه الملف السوري، بما يحمله موقف الحركة من تناقضات "مقاومة المحتل الإسرائيلي"، والارتماء "بأحضان إيران" التي ولغت بدماء السوريين منذ أعوام، ولا تزال.

في واقع الأمر، يطول الحديث كثيراً، ويصعُب التفسير كذلك، حول مواقف حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من الثورة السورية، لكن ما يعنينا الآن هو موقف الراحل "شلح" من هذا الملف، وكيف تعامل مع إيران التي تعد الداعم الأكبر لحركة "الجهاد الإسلامي".

مع بدايات الثورة السورية اختارت "حركة الجهاد الإسلامي" بقيادة "شلح" إمساك العصا من المنتصف، فغادرت مكاتبها في دمشق وتوزع قادتها بين عدة دول، وكان رأي "رمضان شلح" أن سوريا تحتاج إلى "حل سياسي يضمن مطالب شعبها ويحافظ على وحدتها"، وهو ما اعتُبر آنذاك "دبلوماسية مرفوضة" في ظل موقف حركة حماس الذي انحاز تماماً للثورة السورية.

في العام 2015 وقعت الحركة في أزمة مالية كبيرة، ودار الحديث وقتها عن "جفاء" بين إيران و "رمضان شلح" شخصياً، ورشح وقتها أن سبب الخلاف هو موقف "شلح" من طلب "الاصطفاف" مع بشار الأسد رسمياً وميدانياً.

ووفقاً لمصدر مطلع، فقد طلب قائد "فيلق القدس" السابق "قاسم سليماني" من "رمضان شلح" في إحدى الزيارات إصدار بيان رسمي باسم الحركة توضّح فيه وقوفها مع بشار الأسد، وأوضح المصدر أن قائد حركة "الجهاد الإسلامي" قال لسليماني حرفياً: "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول"، بناء على موقف الحركة مما يجري في سوريا منذ البدايات.

حينها حاول "سليماني" الضغط على "رمضان شلح" بالقول: "حان وقت دفع فاتورة الدعم الذي زوّدناكم به كل هذه السنين"، فأصرّ "شلح" على موقفه وأجاب: "بشار الأسد يقتل شعبه، وإذا وقفنا معه فستفقد حركتنا معناها كحركة مقاومة".

وأضاف المصدر: "حينها خرج سليماني من الزيارة غاضباً، وتوقّف الدعم عن الحركة فترة من الزمن، وتواصلت القطيعة مع رمضان شلح، إلى أن أصيب بمرضه الأخير" الذي يَعتقد المصدر أنه "مجهول الأسباب وتدور حوله تساؤلات"، في إشارة إلى دور إيراني غامض فيه (يمكن أن يكون تسميماً)، وتم بعدها اختيار نائبه "زياد النخالة" قائداً للحركة.