الخميس 2015/10/15

على حدود غزة …تظاهرات يومية دعما لـ”هبة الضفة والقدس”

منذ التاسع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تشهد مناطق التماس مع إسرائيل، على حدود قطاع غزة، مواجهات بين فلسطينيين "غاضبين"، وقوات من الجيش الإسرائيلي.

ويتجه عشرات الفتية والشبان الفلسطينيين في مسيرات تجاه، السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة، وإسرائيل، بشكل يومي، رفضا "لمواصلة إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى".

وتستخدم القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، والمطاطي في محاولة لتفريق المتظاهرين، الذين قُتل منهم تسعة وأصيب أكثر من 200 آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى طول حدود قطاع غزة، يرشق المتظاهرون الحجارة تجاه القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الحدودي.

وقطاع غزة عبارة عن شريط ساحلي على طول البحر الأبيض المتوسط، يبلغ طوله حوالي 41 كيلو مترا، فيما يبلغ طول حدوده مع إسرائيل 51 كيلومترا، وتبلغ مساحته الإجمالية 360 كيلو متراً مربعاً، ويقطنه نحو (1.9 مليون فلسطيني)، في أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

وأنشأت إسرائيل مع قطاع غزة، نقاطا للتماس عقب تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أريئيل شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية (22 مستوطنة)، التي عرفت فيما بعد باسم "المحررات".

وتم الانتهاء من عملية الانسحاب من المستوطنات وإخلاء المستوطنين (8500) مستوطن في 12 سبتمبر/أيلول2005.

ويحيط بقطاع غزة 7 معابر حدودية تصلها مع إسرائيل أغلقت 4 منها عقب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة، وأبقت على اثنين فقط، وهما معبر "إيريز" كممر لتنقل الأفراد، وكرم أبو سالم منفذ تجاري.

وعقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أنشأ الجيش الإسرائيلي "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية، وفرضت كواقع على الفلسطينيين خاصة المزارعين.

وأقام الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة على مسافة 1500 متر، من حدود السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وشكلت تلك المنطقة ما نسبته 15% من مساحة قطاع غزة، و35% من مجمل الأراضي الزراعية في قطاع غزة.

و تحظر القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القطاع، دخول المنطقة المحاذية للشريط الحدودي لمسافة 300 متر، وتطلق النار أو تعتقل كل من يتواجد فيها.

ومن أبرز نقاط التماس التي تشهد اليوم مظاهرات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة.

-منطقة إيريز (بيت حانون)

هي المنطقة القريبة بالمعبر المعروف إسرائيليا باسم "إيريز"، وفلسطينيا بمعبر "بيت حانون" يقع في أقصى شمال قطاع غزة، تحيط به ثكنات وأبراج عسكرية للمراقبة.

وخلال الأيام الماضية تظاهر عشرات الفتية والشبان الفلسطينيين، أمام المعبر، وحاول بعضهم اختراق السياج الحدودي.

ويخضع بيت حانون (إيريز)، للسيطرة الإسرائيلية ويستخدمه الفلسطينيون كممر إلى الضفة الغربية، وإسرائيل.

وتشترط السلطات الإسرائيلية على فئات خاصة عبوره، في مقدمتهم المرضى ورجال الأعمال والبعثات الأجنبية.

وتواجه تلك الفئات في كثير من الأحيان، وفق تأكيدات حقوقية، الرفض الأمني والإجراءات المشددة.

وأغلقت إسرائيل المعبر أول أمس بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، واستمرار المظاهرات أمام محيطه.

-موقع ناحل عوز

في عام 2007 أغلقت إسرائيل معبر الشجاعية، المعروف إسرائيليا باسم (ناحال عوز)، شرق مدينة غزة، وكان مخصصا لنقل الوقود من إسرائيل، وتفريغه من خلال أنابيب كبيرة.

وأقامت إسرائيل موقعا عسكريا أطلقت عليه اسم (ناحال عوز)، يمتد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ويحيط بالموقع ثكنات وأبراج عسكرية، وكما تطلق إسرائيل مناطيد للمراقبة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء الماضي عن منطقة "ناحل عوز" منطقة عسكرية مغلقة وفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية العامة.

وجاء القرار الإسرائيلي عقب المظاهرات التي ينظمها شبان فلسطينيون قرب المنطقة.

ويوم الجمعة الماضية وفي أول يوم شهد "مواجهات" بين عشرات الفلسطينيين، والجيش الإسرائيلي قرب موقع "ناحل عوز" قتل 4 شبان فلسطينيين وإصابة أكثر من 70 آخرين وفق وزارة الصحة الفلسطينية .

-منطقة كيوسيفم

تمتد هذه المنطقة من شرق مدينة البريج وسط قطاع غزة، حتى مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وكان تلك المنطقة تضم معبرا يطلق عليه فلسطينيا معبر القرارة وإسرائيليا باسم (كيسوفيم)، والذي كان مخصصًا للتحركات العسكرية الإسرائيلية، ومنذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 قامت بإغلاقه بشكل كامل.

وتشهد منطقة كيسوفيم هذه الأيام مواجهات عنيفة هي الأشد في مناطق التماس بين قوات الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين.

وقتل 5 في تلك المنطقة منذ بدء المواجهات قرب السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وتمكن شبان متظاهرين من تخطي حدود الموقع بعد قطع أجزاء من السياج الفاصل.

وعلى نقاط التماس مع إسرائيل يوجد موقع (صوفا) العسكري شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أقامته إسرائيل عبر إغلاقها لمعبر عُرف فلسطينيا باسم "العودة" وإسرائيليا بصوفا ، وأغلبها مواد البناء.

وشرق مدينة غزة موقع عسكري يعرف باسم "كارني" ، وقد أقامته إسرائيل عقب إغلاقها لمعبر المنطار، في عام 2007.

كما ويتواجد بالقرب من معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة، (على الحدود مع إسرائيل ومصر) موقعا إسرائيليا عسكريا.

ولا تشهد المواقع السابقة في الوقت الحالي أي مواجهات، بين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي.

وبعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل في 26 أغسطس/ آب 2014، بوساطة مصرية، وذلك بعد حرب إسرائيلية دامت 51 يوماً، يقوم الجيش الإسرائيلي على فترات متباعدة بالتوغل على الأطراف الحدودية لقطاع غزة، وإقامة سواتر ترابية.

ويقول مسؤولون فلسطينيون في غزة، إن قوات الجيش الإسرائيلي تطلق بشكل شبه يومي، نيران أسلحتها من المواقع المتمركزة على الحدود، وتستهدف الأراضي الزراعية.

ويرى هاني حبيب الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الصادرة من رام الله، أن نقاط التماس مع إسرائيل، على حدود قطاع غزة ستبقى تشهد تظاهرات ومواجهات مستمرة في حال استمرت "الانتهاكات الإسرائيلية"، في الضفة والقدس.

ويضيف حبيب لوكالة الأناضول:" الشبان والفتية الفلسطينيين يريدون المشاركة في الهبة الجماهيرية، والتعبير عن غضبهم، والمنطقة الجغرافية في قطاع غزة، لا يتواجد فيها غير نقاط التماس للمواجهة والاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي".

ورأى حبيب أن إسرائيل استخدمت القوة والعنف تجاه المتظاهرين، في بداية الأحداث ما تسبب بمقتل عدد منهم، غير أنها -وفق قوله-بدأت تتراجع في الأيام القليلة الماضية خوفا من تدهور الوضع الميداني في قطاع غزة، والتدرج في التصعيد وصولا إلى الحرب.

وتابع:" من الواضح أن الجيش الإسرائيلي قرر أن يتعامل مع المتظاهرين في غزة على نقاط التماس بنوع من الهدوء، والضبط كي لا تذهب الأمور إلى مزيد من التصعيد".

ووفق وزارة الصحة فإن نحو 300 فلسطيني، منذ يوم الجمعة الماضية أصيبوا بجراح متوسطة وخطيرة، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، والمطاطي، في محاولة لتفريق المتظاهرين على حدود قطاع غزة.