الأحد 2020/08/30

صحيفة تنشر صوراً “مروعة” لأفارقة محتجزين بالسعودية

كشف تحقيق لصحيفة "صنداي تيلغراف" البريطانية، اليوم الأحد، الظروف التي يعاني منها المهاجرون الأفارقة في مراكز "حجر كورونا" بالسعودية، والتي وصفتها بـ"الجهنمية".

وبحسب التحقيق الذي أعده، ويل براون وزكرياس زيلالم، فإن المئات من المهاجرين الأفارقة يعانون من ظروف "بائسة" تذكّر بمعسكرات العبيد في ليبيا.

واعتمد التحقيق على صور وشهادات حصلت عليها الصحيفة، تقول إنها مرسلة من مهاجرين محتجزين داخل هذه المراكز، حيث يظهر عدد من الرجال الذين يعانون من الهزال والحمى، وهم نصف عراة، في غرفة صغيرة.

وبعض الصور، أظهرت "جثة" في وسط الغرفة، والتي أشاروا إلى أنها لشخص توفي من ضربة شمس، وصورة غيرها، تظهر جثة شاب مراهق قتل نفسه بعد أن فقد الأمل.

العديد من هؤلاء لا يزالون محتجزين هناك منذ أبريل نيسان الماضي، وفق الصحيفة.

"أبيبي" مواطن أثيوبي محتجز في هذه المراكز، قال للصحيفة: "نعامل كالحيوانات، ونضرب كل يوم، وإذا لم أجد أي مفر، سأنتحر".

ويضيف أن "الجرم الوحيد الذي اقترفته مغادرتي لبلدي بحثاً عن حياة أفضل، ولكنهم يضربوننا بالأسلاك الكهربائية، وكأننا قتلة"، وتظهر بعض الصور آثار التعذيب والضرب على أجساد المحتجزين.

نائب مدير هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل، قال "إن الصور المسربة من مراكز الاحتجاز جنوب السعودية، تظهر تعرضهم لظروف حياة مزرية ومزدحمة ومهينة للإنسانية، ومن دون أي اعتبار لسلامتهم أو كرامتهم".

وأوضح أنه بالنسبة لدولة غنية مثل السعودية، فإن مراكز الاعتقال التي تملكها لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية، ولا يوجد أي عذر لاحتجاز المهاجرين في مثل هذه الظروف.

ووفق مذكرة سابقة من الأمم المتحدة، فقد تم تعليق عمليات الترحيل من السعودية للمهاجرين الأفارقة، بعد أن رحلت السلطات نحو 3000 إثيوبي خلال الأيام العشرة الأولى من أبريل نيسان، حيث جرى ترحيلهم مكدسين بشدة، بوضع ما يتراوح بين 300 و500 في الرحلة الجوية الواحدة، وكان سيتبعهم نحو 200 ألف آخرين، وفق تقرير سابق لوكالة رويترز.

وحددت الصحيفة موقع مركزين من هذه المراكز، أحدها في منطقة الشميسي القريبة من مدينة مكة، والآخر في مدينة جازان الساحلية، القريبة من الحدود مع اليمن.

ويبحث العديد من الإثيوبيين عن حياة أفضل خارج بلادهم، من خلال شركات للتشغيل في السعودية أو من خلال مهربين.

وبحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي، عن تهريب البشر، يسافر نحو مئة ألف إثيوبي سنوياً إلى السعودية بطرق غير مشروعة على أمل الحصول على عمل وحياة أفضل.

وأشار التقرير إلى أن ما يقدر بنحو 200 ألف إثيوبي يعيشون في المملكة.