الأحد 2021/11/07

“درجة الحرارة تحت الصفر”.. طالبو لجوء في “نهر الموت” بين حدود بولندا وبيلاروسيا

 

على الحدود بين جنوب شرق بولندا وبيلاروسيا، تحاول مجموعة من سبعة أكراد عراقيين شق طريقهم نحو قرية جرودزيسك البولندية، للانتقال بعدها إلى دول الاتحاد الأوروبي، ولكنها فشلت في ذلك بعد ثلاثة محاولات محفوفة بالمخاطر والعنف، بحسب تقرير   لصحيفة "الغارديان".

وفي كل مرة كانت تتجاوز فيها المجموعة المستنقعات المجمدة في درجات حرارة دون الصفر، كانت السلطات البولندية تقوم بترحيلهم وإبعادهم بالقوة.

ووصل آلاف المهاجرين من العراق وسوريا ودول أخرى تمزقها الصراعات إلى بيلاروس في الشهور الأخيرة على أمل العبور إلى بولندا. ومن هناك، يسعى كثيرون للجوء في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، كألمانيا، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وتضم المجموعة المنحدرة من محافظة دهوك في إقليم كردستان (شمالي العراق)، طفلين: فتاة تبلغ من العمر ثمانية أشهر، وصبي يبلغ من العمر عامين.

وعن كيفية وصولها وعائلتها إلى الغابة البيلاروسية، قالت والدة الأطفال، أميلا عبد القادر (28 عاما)، إنه تم استدراجها من قبل وكالة سفر عراقية وعدتها بترتيب إجراءات السفر بالطائرة من إسطنبول إلى مينسك، ومن ثم الوصول إلى الحدود البولندية.

وأكدت القادر أن سلطات الحدود في بيلاروس تدفع المهاجرين نحو الذهاب إلى بولندا، حيث أوضحت أنه عندما أمسك بنا الحراس البولنديون ودفعونا إلى الخلف، قالوا: ارجع إلى بيلاروس، ولكن الجندي دفعنا بالقوة إلى العودة لبولندا".

وأفاد مهاجرون، في السابق، أن القوات البيلاروسية غالبا ما ترغمهم على عبور الحدود وأن حرس الحدود البولنديين يتصدون لهم، ونتيجة لذلك يظلون عالقين عند الحدود في ظروف مناخية تزداد قساوة، بحسب وكالة فرانس برس.

وأضافت القادر: "طلبنا من الجنود البولنديين بعض الماء لنشرب، ولكنهم رفضوا ذلك على مدى أيام طويلة، وحتى أنهم لم يوافقوا على إمداد الرضيع بالحليب، فشربنا من مياه الأمطار والبرك الوحلية".

بدورها، ذكرت عاملة الإغاثة المتطوعة كاتارزينا وابا، للصحيفة، أن "البيلاروسيين يدفعون المهاجرين إلى الأمام، حيث يقف حرس الحدود هناك ومعهم كلاب هجوم ومعدات قتالية كاملة".

وفي السياق نفسه، وصف مصطفى ( 46 عاما)، الحدود بين البلدين بأنها "أشبه بنهر الموت، عنف وضرب من قبل البيلاروسيين، وعصابات تقف خلف الجيش وتهاجمنا وتأخذ أموالنا".

وحصلت الحكومة اليمينية في بولندا على موافقة برلمانية لبناء جدار على على طول حدودها مع بيلاروس، وفي الوقت نفسه تقوم بدوريات في المنطقة بقوة قوامها حوالى 17000 من شرطة الحدود.

ويشتبه الاتحاد الأوروبي في أن يكون الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، قام عمدا بالتسبب بحركة الهجرة هذه ردا على العقوبات الاقتصادية التي فرضها بسبب القمع الذي تتعرض له المعارضة في بلاده.

كما أنشأت الحكومة البولندية منطقة عسكرية بطول ميلين متاخمة للحدو ، والتي من خلالها تتطوع الخدمات الطبية وعمال الإغاثة.

وتطالب المنظمات الحقوقية بالسماح لها بالدخول لمساعدة المهاجرين العالقين، حيث قالت كريستال فان ليوين، مديرة الطوارئ الطبية في منظمة أطباء بلا حدود، لصحيفة الغارديان الأسبوع الماضي، إنه يجب على المنظمات غير الحكومية الوصول بشكل عاجل إلى المنطقة الآمنة من أجل احترام مطالبات المهاجرين والحماية الدولية.

هذا ووصل 6100 مهاجر إلى ألمانيا عبر بولندا من بيلاروس هذا العام، بما في ذلك 1000 في يوم واحد في الأسبوع الأخير من أكتوبر، وفقا للسلطات الألمانية.