الأربعاء 2018/10/24

خبيرة أمريكية: مقتل خاشقجي يُخيم الغموض على مستقبل “ابن سلمان”

قالت الصحفية الأمريكية الخبيرة بالشأن السعودي كارين إليوت هاوس إن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول جعلت الغموض يُخيم على مستقبل ولي العهد محمد بن سلمان في حكم المملكة.

وأضافت هاوس في مقال نُشر بصحيفة وول ستريت جورنال أنها ترى بأن نهاية ولي العهد السعودي ستكون أشبه بمصير الإمبراطور الروماني الشاب كاليغولا، الذي عُرف بجنونه وطغيانه.

وتابعت هاوس صاحبة كتاب "عن السعودية (أهلها، تاريخها، دينها، خطوط تقسيمها، ومستقبلها)" أن بن سلمان مثله مثل كاليغولا وصل إلى سدة الحكم وهو شاب، وكلاهما عملا على تأسيس مشروعات ضخمة، واهتما بتنظيم الفعاليات الترفيهية، والأهم من ذلك حبهما للتقليل من شأن حاشيتهما.

وأوضحت أن بن سلمان اتخذ قرارات كثيرة مثيرة للجدل من أجل ترسيخ سلطته، من أبرزها اعتقال عدد كبير من الأمراء في الأسرة المالكة، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، وفرضه حصارا على قطر، وآخرها اتهام معاونيه بارتكاب جريمة قتل خاشقجي.

وعن قضية خاشقجي، أشارت هاوس إلى أن عدم معاقبة الأشخاص الضالعين في مقتل الصحفي السعودي سيفسد العلاقات بين الرياض والكونغرس الأمريكي بشكل خاص.

وأضافت أن الكونغرس الذي لم يكن أبدا صديقا للسعودية قد يتجاوز الرئيس الأمريكي ترامب ويفرض عقوبات على السعودية حال إعلان التحقيقات التركية وإثباتها ارتكاب جريمة بشعة كما وصفتها التسريبات الصحفية، وتكذيبها للرواية السعودية عن الحادث.

واختتمت هاوس مقالها بفرضيتين عن مصير بن سلمان في السلطة، أولهما إبعاده عن المشهد وإقالته من منصبه من جانب والده الملك سلمان، وثانيهما إزاحته عبر طرق عنيفة مثل الاغتيال.

وأوضحت أن السيناريو الأول يتيح للملك سلمان خيارات عديدة، بينما سيمهد السيناريو الثاني الطريق أمام حدوث فوضى عارمة في الرياض.

وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.

غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

والثلاثاء، أكد أردوغان وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".